الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

أم لثلاثة أولاد تكتب رسالة مؤثرة لزوجاتهم المستقبليات، تلقى تجاوباً صادقاً من النساء.

تتباين العلاقة بين والدة الزوج وزوجة ابنها تبايناً كبيراً، من الحب والصداقة إلى الخصومة والشجار. وعندما نشرت راشيل بولي -أم لثلاثة أولاد- رسالة مؤثرة إلى زوجات أولادها المستقبليات على مدونتها الشخصية، لقيت تعاطفاً صادقاً من قبل نساء كثيرات. وقد اعترفت بعض هؤلاء أنهن أجهشن بالبكاء بعد قراءة هذه الرسالة؛ لأن كل واحدة منهن كانت تتمنى أن تكون والدة زوجها بمثل هذا القدر من العطف والتفهم. بينما قال البعض الآخر، إنهن شعرن بالسعادة بعدما قرأن الرسالة، من منظور زوجات الأبناء من طبيعة الحال.

ونحن في الجانب المُشرق ننشر رسالة راشيل بعد استئذانها وموافقتها، ونأمل أن تجدوا، أنتم أيضاً، ما يلهمكم في كلماتها المؤثرة.

رسالة إلى زوجات أبنائي المستقبليات

"سألني أحدهم مؤخراً عن أي نوع من الرجال أتمنى أن يصبح أبنائي عندما يكبرون، فبدأت أفكر في ذلك كل يوم.

كلما نظرت إلى أبنائي أراهم مجرد أطفال صغار، وبالرغم من ذلك فأنا أدرك تماماً أنهم لن يظلوا كذلك للأبد. يوماً ما سيكبرون ويصيرون رجالاً؛ يتزوجون وينجبون كما آمل. ودورهم كأزواج وآباء له أهمية بالغة في الحياة.

ودوري كأم، هو تربيتهم وإكسابهم المهارات الضرورية للحياة في هذا العالم وأداء أدوارهم بنجاح. وكل يوم يمر علينا أشعر بالامتنان لوجود هؤلاء الأولاد في حياتي، وأكرس نفسي لمسئوليتي تجاههم.

لذا...

إليكِ يا زوجة ابني المستقبلية،

لدي ما أرغب بقوله لكِ وقد لا يتسع المقام هنا لكل شيء، لكن ما لا يُدرك كُله لا يُترك جُله.

صحيح أنني لا أعرفك بعد، لكنني أحبك، أحبك بشدة لأنك يوماً ما ستحبين ولدي وسيبادلك هذا الحب.

يوماً ما، سيكون هذا الطفل الصغير الساذج زوجاً لكِ. بالنسبة لي سيظل ابني دائماً، لكنك ستحلين محلي على نحو ما.

يوماً ما، ستكون اليد التي تربت عليه هي يدكِ أنتِ لا أنا. وسيجد السكينة في عينيكِ والسكن في قلبكِ.

أنتِ من سيقبلها قبل أن يخلد للنوم.

أنتِ من سيخبرها بكل أحلامه.

أنتِ من ستمنحه الراحة والأمان عندما يكون خائفاً.

أنتِ من ستملكين قلبه، هذا القلب الذي أحس بنبضه داخل صدري عندما أضمه إلى كل ليلة.

يوماً ما يا بنيتي سيحدث كل هذا.

لطالما حلمت بأن أنجب بنتاً. وها أنتِ ذا! تأكدي أنني أدعو لكِ كل يوم كما أدعو لأبنائي كلهم.

أنتِ الآن تمثلين كل شيء بالنسبة لوالديك، كما أن أبنائي هم كل شيء في نظري. أدعو أن تكوني شخصية تتحلى بالنبل والمرح، وأن تحظي بدعم أسرتك وإيمانهم بقدراتك. وأدعو أن يكون والداك قد علماكِ أن تحبي نفسك أولاً؛ لأن المرء إن لم يحب نفسه لن ينجح في أن يحب الآخرين. أدعو أن تعرفي بنفسك كل يوم كم أنت شخصية مميزة ورائعة. ولو تجاهلك المحيطون بك، ثقي أن الله سيرزقك بمن يدرك قيمتك الحقيقية.

وأنا أربي ابني على أن يعاملكِ كأميرة فهذا ما تستحقينه.

أدعو أن تعرفي قيمتك جيداً وأن تمنحي نفسك الاحترام الذي تستحقينه، تماماً بقدر ما تعلمتِ احترام الآخرين. أدعو ألا تخافي أبداً من التعبير عن رأيك، وأن تكوني دوماً صوتاً يحث على الخير لا لنفسكِ فحسب، وإنما لولدي أيضاً؛ فالرجال بحاجة لصوت كهذا في حياتهم.

أريدك أن تعلمي أنه قد لا تكون تربيتي لولدي مثالية تماماً، لكنني كنت حريصة على تربيته على أن يكرمكِ ويحسن معاملتكِ. لا أدعى أنني صاحبة الفضل الأوحد في مميزاته وكذلك لا يقع علي اللوم بسبب عيوبه، وهذا ما تعلمته من أمي.

فلكل رجل شخصيته الخاصة بكل خباياها وعاداتها. وأنتِ ستكتشفينها بنفسك بمرور الوقت، ويوماً ما ستكونين أنتِ أفضل من يفهمه في هذا العالم. امنحيه الفرصة ليتصرف على طبيعته، وأنا أيضاً سأحرص على أن أعلمه نفس الشيء من أجلك.

ينبغي أن تعلمي أنكِ لا تكملينه وهو لا يكملك. لا يوجد إنسان كامل في هذه الدنيا. لكنني أدعو أن يتقبل كل منكما الآخر ويشجعه على التغيير لتصبح شخصياتكما سوياً أفضل مما كانت عليه عندما كنتما بمفردكما.

أعدك أن أفتح قلبي لكِ، وأشارككِ أسراري ومعرفتي بولدي كي تحبيه كما ينبغي. وعندما يحدث ذلك، سأراك جديرة بأن أئتمنك على قلبه، كما ستأتمنينه أنتِ على قلبكِ. هذا الأمان المتبادل برأيي مسألة مهمة للغاية، وآمل أنك تشاركيني الرأي ذاته. سأربيه ليعرف جيداً قيمة قلب المرأة، وكيف يحافظ عليه، لأنه إن تعرض للكسر فلن يعود أبداً كما كان.

واعتقد أن هذا ليس سيئاً في بعض الأحيان، لكننا سنحاول تجنبه قدر الإمكان. لا أريد لابني أن يكسر قلبك. وأذكرك أيضاً أنه لا يملك أن يشفيه من جروحه القديمة؛ فهذا الأمر بيد الله فقط، لكنني سأربيه على أن يقدر دوماً نعمة وجودك في حياته، وأن يعتز بحبك. سأعلمه كيف يعرف قيمتك، وأن يعاملك بشرف واحترام، كما أتوقع منك القيام بالمثل.

وأنا أسعى جاهدة لأربي أولادي على أن يتمتعوا بالقوة دون أن تتحجر قلوبهم، والشجاعة دون غرور، والجرأة مع عدم الخوف من طلب المساعدة عند الحاجة. أريدهم أن يكونوا قادة يقبلون النصيحة ويعملون بها. أدعو أن يكون ابني قائداً ماهراً لأسرته وأن يدرك جيداً شرف هذا الدور. أدعو أن يكون ولدي مستعداً للتضحية من أجلكِ، لكن إياكِ واستغلال ذلك بطريقة سيئة.

أدعو لولدي أن يستوعب تماماً دوره كرجل، وأن يتحلى دوماً بالنزاهة والشرف والتواضع والأمانة والإيمان والمرح. أدعو أن يفهم دينه ويعرف نفسه جيداً. أدعو أن يسعى دائماً لتحقيق أحلامه وطموحاته وألا يعيقه شيء في سبيل ذلك، حتى أنتِ. وأدعو لك بالمثل أيضاً.

أحرص على تربية ولدي ليكون مستقلاً يستطيع القيام بشؤونه بنفسه ولا ينتظر منكِ رعايته كما كانت أمه تفعل، لأنني لن أتخلى عن هذا الدور وسأظل بجواره أعلمه ما يحتاج لمعرفته عن النساء وما لهن من قيمة خاصة. أعدك بأن أربيه بحيث يتذكر دائماً أنكِ بنت شخص آخر، وأن الفضل في وجودك يعود إلى الله أولاً ثم والديك ثانياً.

أدعو أن ينمو حبكما لبعضكما ويزدهر ويزداد يوماً بعد يوم. أتمنى أن تضعا نصب أعينكما الأسس التي بنيتما عليها علاقتكما بينما تعملان لإنشاء أسرة جديدة. ادعما بعضكما بقوة، فكلاكما بحاجة لصاحبه في هذه الحياة. وعلى الرغم من أنني أعلم ابني أن يبني علاقته معك لرغبته فيك وليس لحاجته إليك، إلا أنه سيكون بحاجة إليكِ أحياناً، وأحياناً أخرى ستكونين أنتِ بحاجة إليه. لا تخذلا بعضكما.

ليدعم كلاكما صاحبه ويحبه ويختاره دوماً!

العالم من حولكما سيكون صاخباً، والحياة ليست سهلة دائماً. قد يأتي عليكِ يوم تنظرين إليه وتعيدين التفكير في كل قراراتك السابقة. عندما يأتي هذا اليوم، أدعو أن تستعيدي الأسس التي بنيتما عليها علاقتكما سوياً، وأن تتذكري أيضاً أسباب اختيارك.

أعدكِ أنني كل يوم سأعلم ولدي ذلك وأوصيه بنفس الشيء أيضاً. سأزرع بذور الحب في قلبه في كل لحظة. أعدكِ بأن أعلمه كيف يعتني بنفسه، وكيف يغسل الملابس ويغسل الصحون، وألا يترككِ تقومين بكل الأعمال المنزلية بمفردكِ. سأعلمه كيف يكون شريككِ. أعدكِ بأن أربيه قوياً دون أن يخسر رقته، وأن أعلمه كيف يكون صريحاً وأن يتحمل نقدك له. أعدكِ بأن أعلمه كيف يتقبل ما تقولين وأن يحتضنك وأن يحبك كما انتِ، يحبك حباً جماً لشخصكِ ويقبلكِ على علاتك، دون أن يفكر بما قد يحصل عليه في المقابل.

أعدكِ أن أربي ولدي على الشعور بالرضى والاكتفاء والتصالح مع نفسه، كي يبادلك نفس الشعور.

مازالت أمامنا سنوات عديدة حتى نلتقي، وإلى أن يحدث ذلك، سأظل أدعو لكِ كل يوم وأحبكِ. وعندما أراكِ سأحبكِ أكثر وأكثر لأنكِ ستحبين ولدي، ستكونين بمثابة ابنة لي."

والآن ما شعورك بعدما قرأت رسالة راشيل؟ هل تعتقد أن العلاقة على ما يرام بين الحموات وزوجات الأبناء في عائلتك؟

مصدر صورة المعاينة Three Boys and a Mom / Facebook
الجانب المُشرق/مجتمع/أم لثلاثة أولاد تكتب رسالة مؤثرة لزوجاتهم المستقبليات، تلقى تجاوباً صادقاً من النساء.
شارك هذا المقال