جرَّاح أطفال يرسم شخصيات كرتونية على الضمادات لتسلية مرضاه الصغار
إن دخول المستشفيات والإقامة بها قد يشكل تجربة صعبة ومؤلمة للأطفال بصفة خاصة. ولهذا السبب فكر د.روبرت باري Robert Parry في طريقة مبتكرة للتخفيف عن مرضاه الأطفال الذين يخضعون للجراحة. يعمل د.باري في مستشفى أكرون للأطفال في ولاية أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث يستعمل أقلامه الملونة لرسم شخصيات كرتونية لطيفة على ضمادات الأطفال، وذلك من أجل إلهائهم عن التفكير بالجراحة والألم خلال فترة النقاهة.
ولأننا في الجانب المشرق نؤمن بأهمية هذه المبادرة الرائعة من د.باري، فقد أحببنا أن نشارككم بعض المعلومات عنها من خلال مقالتنا هذه.
يلقب د.باري بالجراح ذي الألوان المتعددة في أوساط زملائه في المستشفى. وهناك قصة رائعة لهذا اللقب الظريف.
ولمعرفة السبب الذي دعاهم لإطلاق هذا اللقب على د.باري، يكفي أن تلقي نظرة على مكتبه. علاوة على الأغراض المختلفة التي ترتبط بمهنته كطبيب، ستجد دوماً عدة علب من الأقلام الملونة التي يستعملها في الرسم، بعد أن ينتهي من مهامه الجراحية.
يعمل د.باري بالمستشفى منذ عام 2011، وأجرى خلال تلك الفترة ما يزيد عن 10 آلاف عملية جراحية، ومع ذلك لم تضعف رغبته في التخفيف عن مرضاه الصغار. ومثل باقي الأطباء المخلصين لواجبهم، لا يدخر د.باري جهداً في سبيل العناية بمرضاه، لكن ما يميزه حقاً عن باقي أفراد الفريق الطبي هو اهتمامه الشديد بنفسية الأطفال خلال فترة النقاهة.
ولأنه يدرك حساسية الأطفال الكبيرة وقلقهم الشديد من الندوب التي ستخلفها الجراحة، يحرص د.باري على أن يرى الطفل شيئاً جميلاً عندما يستيقظ وينظر إلى مكان الجرح، فيرسم شخصيات طريفة من عالم الكرتون والقصص الخيالية على الضمادات، باستخدام ألوان زاهية مبهجة ترد الروح.
ويتبع الدكتور باري أسلوباً مميزاً في هذه المقاربة النفسية، حيث يعمد قبل إجراء أي عملية جراحية، إلى سؤال مرضاه الصغار عن هواياتهم واهتماماتهم، ليختار أفضل رسمة تناسبهم. وفور أن ينتهي من الجراحة، يجلس إلى الطاولة، ويبدأ بالرسم بينما يستعيد الطفل وعيه تدريجياً. ولا يستغرق ذلك أكثر من 5 دقائق.
ويقول د.باري أنه استلهم هذه الفكرة من جراح آخر اعتاد أن يقص الضمادات للمرضى الأطفال بأشكال مختلفة. لكنه قرر أن يطور الفكرة، وبدلاً من قص الضمادات على شكل نجوم أو قلوب أو أسماك قرش، فكر د.باري في أن يرسم على الضمادات نفسها.
من شخصيات ديزني الشهيرة إلى شعارات الأندية الرياضية، ومن الرجل الوطواط إلى القزم براوني.. يبدو أن هذا الجراح يجيد رسم أي شيء، وهذا يعجب الأطفال كثيراً.
بل إنهم في بعض الأحيان يتحمسون لهذه الرسومات لدرجة تنسيهم التفكير في الندوب التي تقبع تحتها. وصارت ممرضات المستشفى يبادرن الأطفال بالسؤال عن شكل الرسمة التي حصلوا عليها بعد خروجهم من غرفة العمليات إلى غرفة الإنعاش.
وبالنسبة للدكتور باري، فالرسم على ضمادات الأطفال نشاط ممتع ومسلٍ. ويقول: “إنه يحقق استجابة رائعة، فالأطفال يتحمسون لرؤية الرسمة التي طلبوها، ويشعر الوالدان بالسعادة، وكذلك باقي أفراد الطاقم الطبي”. وبالطبع يشعر د.باري بالسعادة عندما ترتسم الابتسامة على كل هذه الوجوه البريئة، فهذا يعني أنه قد أدى عمله على أكمل وجه.
هل تعرفون أي شخص آخر يمارس مهنته بهذا القدر من التفاني والإخلاص؟ لا تترددوا في مشاركة قصص هؤلاء الرائعين معنا في التعليقات.