قصة حقيقية لأخ تخلّى عن تعليمه حتّى تتمكّن أخته من التّخرّج
يمكن للناس تكوين روابط فريدة مع بعضهم البعض، والتي قد تستمر مدى الحياة. ومع ذلك، هناك رابطة لا يمكن كسرها أو الحظاء بمثلها مع أي شخص آخر، وهي الرابطة بين الأشقاء. إن ذلك الخيط غير المرئي الذي يربط بين الأشقاء فريد من نوعه ولا يمكن الاستغناء عنه، وقد أثبت بطلا مقالتنا اليوم صحّة ذلك. فلا شيء يقارن بنبل هذا الأخ، الذي ضحى بمسيرته المهنية من أجل مستقبل أخته.
تخلّى عن تعليمه ليضمن تعليم أخته ومستقبلها
قامت فتاة تايلندية تبلغ من العمر 27 عاماً تُدعى شانيتا بنشر صور تخرّجها على وسائل التواصل الاجتماعي، وسرعان ما اكتسب المنشور شعبية كبيرة. وعلى الرغم من أن صورها تبدو عادية وغير ملحوظة، إلا أن القصّة التي تكمن وراءها قد تجعلك تبكي.
تدرك شانيتا وعائلتها جيداً أن الحصول على التعليم ومواصلة الدراسة لنيل شهادة ليست مهمة بسيطة. لقد تخرجت هذه الفتاة الجميلة للتو من جامعة راجابهات في مقاطعة ناخون سي ثمرات بجنوب تايلاند، على الرغم من أنه كان يُعتقد أنها ستفعل ذلك في عام 2018.
وبحسب التقارير، فقد تم تأجيل تخرّج شانيتا لعدة أسباب، وأهمّها الصعوبات الماديّة التي واجهتها. في الواقع، تعيش الفتاة التايلاندية في عائلة منخفضة الدخل إلى جانب شقيقها الأكبر ووالدتها، العاملة ذات الأجر المتدنّي التي قدّمت العديد من التضحيات حتّى يتمتع طفلاها بنمط حياة نموذجي ولكن محترم.
غير أن التّعليم يُعتبر امتيازاً وليس حقاً طبيعياً في عائلات مثل عائلة شانيتا. ولهذا السبب، عندما التحقت بكليّة الإدارة العامة، كافحت أسرتها لتمويل الرسوم التعليمية لكلا الطفلين.
وهكذا، اتخذ شقيقها قرار ترك المدرسة من أجل منح أخته أفضل تعليم ممكن عن طريق توفير المال. من ناحية أخرى، لم تكن شانيتا على دراية بتضحية شقيقها حتى وقت متأخر من حياتها، عندما وجدت نفسها الطفلة الوحيدة في العائلة التي أكملت دراستها الجامعية، بينما لم يستطع هو فعل ذلك. وقد علمت شانيتا بهذه القصة بعد وقت قصير من إنهاء دراستها، حيث أبلغتها والدتها بالتضحية الهائلة التي قدّمها شقيقها.
جثت على ركبتيها وانحنت لأخيها للتعبير عن امتنانها له
قد يكون من الصعب التعبير عن امتنانك الصادق إلى شخص ما على تقديم مثل هذه التضحية من أجلك في ظل ظروف مماثلة، غير أن أعظم لفتات الشكر هي تلك البسيطة ولكن المميّزة.
بالنسبة للأشقاء، فإن الاعتذارات أو الهدايا غير ضرورية، لذلك فكرت شانيتا في إظهار امتنانها بطريقة تقليدية في الثقافة التايلاندية. أثناء تخرّجها، جثت الفتاة على ركبتيها أمام شقيقها وانحنت له كعلامة على الامتنان والاحترام الكبير لتضحيته. يُذكر أنه في تايلاند، يُنظر إلى مثل هذه الخطوة على أنها تعبير عن الاحترام أو الامتنان.
في الفيديو، يمكن رؤية شانيتا وهي تقدّم لأخيها قبعتها وثوبها. وقد فعلت ذلك لتظهر له أن نجاحها كان بفضله، وأنّه يجب على الجميع الاحتفال بهذا التخرّج.
ثم انحنت شانيتا وجثت على ركبتيها. تُستخدم هذه الحركة للتعبير عن الاحترام العميق للشخص الآخر، وفي بعض الحالات، لطلب العفو أو المغفرة. ثم يمكننا أن نرى شقيقها الأكبر يشكرها على مبادرتها الحنونة من خلال مداعبة الجزء العلوي من رأسها.
أثّرت قوّة هذه التضحية في قلوب الجميع
يمكن لهذه القصص أن تحرّك روح أي شخص، وخاصة أولئك الذين يتمتّعون بعلاقة وثيقة مع أشقائهم. تأتي العائلة دائماً في المقام الأول، وما فعله شقيقها من أجلها أثبت أن حبّ الأخ لا يعرف حدوداً.
وعندما نشرت شانيتا مقطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي مع تعليق توضيحي "شكراً لهذا الفتى الذي ضحى بكل شيء من أجل أخته"، انتشر الفيديو على الفور، مما يوضّح عدد الأشخاص الذين يقدرون هذا العمل العظيم وأهمية هذه العلاقة. وفي النهاية، تؤكّد لنا هذه القصّة أن الأشقاء سيدعمون بعضهم البعض مهما كلّفهم الأمر.
ما هو أهم شيء فعلته لأخيك أو أختك؟