سيرينا ويليامز تعتزل التنس لأن الأمومة صارت أهم أولوياتها
أحدثت سيرينا ويليامز ثورة في عالم تنس النساء بسبب أسلوب لعبها القوي، وبسبب فوزها بـ23 بطولة من بطولات الغراند سلام، وهو الرقم الذي لم يصل إليه أي لاعب أو لاعبة تنس من قبل. فازت سيرينا ببطولة أستراليا المفتوحة برغم أنها كانت حبلى في ابنتها في الأسبوع العشرين. وحين بلغت سيرينا 40 عاماً، أعلنت قرارها: “بالابتعاد عن التنس” بعد أن تشارك في بطولة أمريكا المفتوحة هذا الصيف.
تركت العديد من النساء مسيراتهن المهنية بسبب الأمومة على مدار قرون، لذا قررنا في الجانب المُشرق أن نعرض لكم في هذا المقال كيف حافظت سيرينا على نجاحها في أداء دوري الأم ولاعبة التنس في الوقت نفسه وكيف أصبحت الآن مستعدة للتركيز على دور الأم وترك التنس.
بدأت سيرينا بداية متواضعة ثم صارت أعظم لاعبة تنس في التاريخ
بدأت سيرينا ممارسة التنس في سن 5 أعوام وكان مدربها هو والدها ريتشارد ويليامز، ثم انطلقت رفقة شقيقتها فينوس لتغزو عالم التنس. أصبحت سيرينا لاعبة محترفة في سن 14 عاماً عام 1995. وعلى عكس توقعات الناس للشقيقتين، كان سيرينا هي أول من تفوز بلقب فردي في بطولة غراند سلام عام 1999.
تمحورت حياة سيرينا كلها حول التنس. قال والدها إنها أمسكت بالمضرب لأول مرة في سن 3 أعوام، لكنها تعتقد أنها فعلت ذلك قبل هذا السن. السبب الأساسي في حفاظها على مستواها على مدار تلك السنوات كلها بخلاف الدوافع المادية والألقاب هو مثابرتها المستمرة من أجل الكمال. قالت سيرينا عن هذا: “أعلم أن الكمال غير موجود، لكنني لم أرد التوقف قط حتى أبلغ المستوى المثالي الذي يمكنني الوصول إليه أياً كان”.
تمكنت سيرينا من تحقيق التوازن بين مسيرتها الرياضية الاستثنائية والأمومة على نحو رائع
لم تفكر سيرينا قط في الإنجاب في بداية مسيرتها الرياضية، لكنها قابلت زوجها أليكسيس أوهانيان في 2015 وبعد بضعة سنوات أتت ابنتهما أوليمبيا. ظلت سيرينا تمارس التنس أثناء فترة الرضاعة كلها، وحتى أثناء إصابتها باكتئاب ما بعد الولادة.
صرحت سيرينا أنها لو خُيرت بين مواصلة مسيرتها الرياضية أو التفرغ لعائلتها، فستختار الأمر الأخير بلا تردد. لم ترد سيرينا أن تضطر إلى الاختيار بين الأمرين أبداً، لأن هذا ليس منصفاً. وقالت عن هذا: “لو كنت رجلاً، لم أكن لأكتب هذا، لأنني كنت سأواصل اللعب والفوز بالألقاب في حين تتفرغ زوجتي لإنجاب الأطفال ورعاية العائلة”.
سيرينا تقرر التوقف بعد أكثر من 35 عاماً في ملاعب التنس لتركز على الأمر الأهم لها حالياً
أعلنت سيرينا عن خططها المستقبلية في مقال بمجلة فوغ كتبته بنفسها. تحدثت البطلة الفائزة بأربع ميداليات أوليمبية ذهبية بصراحة وكشفت السبب وراء هذا القرار المصيري: “كنت في السيارة مع ابنتي أوليمبيا ذات الـ5 أعوام، وكانت تحمل هاتفي وتستخدم تطبيقاً تعليمياً تفاعلياً تحبه. سألها التطبيق قائلاً: ماذا تريدين أن تصبحي حين تكبرين؟ لم تكن أوليمبيا تعلم أنني أسمع، فسمعتها وهي تقول همساً: (أريد أن أصبح شقيقة كبرى)”.
“لم أحب كلمة الاعتزال قط. ربما الكلمة الأفضل لوصف حالتي هي التطور”
قالت سيرينا إنها كانت ترفض الاعتراف بحقيقة حاجتها لبدء مرحلة جديدة في حياتها بعيداً عن التنس. إنه موضوع حساس لها، وكلما ذُكر أمامها كانت تبكي. لم تناقش هذا الأمر إلا مع طبيبها النفسي، لكنها وقفت بثبات وأعلنت ما يلي بشجاعة: “أنا هنا لأخبركم أنني قررت التطور بعيداً عن التنس، وأن أركز اهتمامي على أشياء أخرى مهمة لي. لقد أنشأت عائلة. أريد لهذه العائلة أن تنمو وتكبر”.
توجهت سيرينا بالحديث إلى جمهورها في إعلان الابتعاد عن التنس وقالت: “لا أجد من الكلمات ما يعبر عن امتناني لكم. كنت بجواري أثناء تحقيق العديد من الانتصارات والبطولات. سأفتقد هذه النسخة مني، سأفتقد تلك الفتاة التي كانت تلعب التنس، سأفتقدكم جميعاً”.
ما الذي يمكنكم قوله لسيرينا ويليامز في أقل من 5 كلمات؟ ومن هو الرياضي أو الرياضية المفضلة لك؟ شاركونا آراءكم في قسم التعليقات.