تعرفوا على خوديا ديوب... عارضة أزياء ذات بشرة داكنة للغاية استطاعت تحويل السلبية إلى مصدر إلهام للاحتفاء بجمالها الفريد
ستلفت الأنظار إليك إذا كان شكلك يبدو مختلفاً عن أقرانك. وتحملت عارضة الأزياء السنغالية خوديا ديوب الانتقادات لفترةٍ طويلة بسبب لون بشرتها الداكن بشدة، لكنها تعلمت كيفية تحويل السلبية إلى مصدر إلهام وتشاركنا الآن نصائحها حول الكيفية التي يجب أن يحب بها المرء نفسه.
عانت من المضايقات
وُلِدَت خوديا في السنغال عام 1996. وانتقلت والدتها إلى نيويورك بعد أن بلغت الثانية من عمرها، فنشأت على يد خالتها في أرض الوطن. ونصحتها بنات خالتها بتفتيح لون بشرتها باستخدام مستحضرات التجميل، لكنها كانت ترفض ذلك دائماً، وتقول: “مستحضرات تبييض البشرة عبارة عن كريمات رخيصة للغاية، ويباع بعضها بأقل من دولار واحد. إذ يحاولون بهذه الطريقة تسهيل وصول جميع النساء في بلدي إليها”.
وأردفت خوديا قائلة: “لم أجرب تلك المنتجات، لكنني سأصدقكم القول بأنني أردت أن يصبح لون بشرتي أفتح. ولم أغادر غرفتي لأسابيع متواصلة في بعض الأوقات، وكنت أُفوّت المدرسة أحياناً، لأنني كنت أكره نظرات الناس عندما يرونني. كنت أشعر بالخجل الشديد. لكن شقيقتي الكبرى ساعدتني في العثور على الإيجابية”.
واجهت خوديا الأحكام المسبقة منذ كانت طفلةً صغيرة. إذ تتذكر كيف كان الأطفال يطلقون عليها الألقاب بانتظام ويسخرون منها بسبب لون بشرتها العميق والغني. وزعمت أنهم كانوا ينادونها بأسماءٍ مثل “منتصف الليل” أو “أم النجوم”. واكتشفت خوديا مع الوقت كيفية تقبل جاذبيتها الداخلية والخارجية على حدٍ سواء، وعدم الالتفات إلى الانتقادات.
نجمة الميلانين
أطلقت خوديا على نفسها لقب “نجمة الميلانين”. وأوضحت ذلك لاحقاً بقولها: “منحت نفسي هذا اللقب بسبب بشرتي الداكنة والغنية بالميلانين، ولأنني أردت إلهام الفتيات الصغيرات وتعريفهن بأننا جميعاً نجمات من الداخل والخارج”. وأردفت عارضة الأزياء قائلة: “سأوجه الرسالة التالية إلى شقيقاتي: مظهرك ليس مهماً طالما أنك تشعرين بالجمال من الداخل”.
وانضمت خوديا بعدها إلى إنستغرام بحساب يحمل اسم @BlackBarbie، الذي يعني باربي السوداء، وهو لقب اعتاد الأصدقاء مناداتها به أثناء نشأتها. لكنها سرعان ما قررت ابتكار اسمٍ يُلهم غيرها من الفتيات ذوات البشرة الداكنة. ومن هنا جاء اسم @melaniin.goddess أو “نجمة الميلانين”. وأوضحت لاحقاً: “أردت أن تفهم الفتيات أنه لا عيب في كونك داكنة البشرة، إذ يكمُن الجمال في الاختلاف. وأنا فخورةٌ بمساعدتي الفتيات على إدراك أنهن لسن بحاجةٍ لتغيير أنفسهن”.
بدأت عرض الأزياء في سن 17 عاماً
انتقلت خوديا إلى باريس وهي في الـ15 من عمرها. وأراد بعض المصورين التقاط الصور لها عندما كانت في المدرسة الثانوية، وسُئِلَت باستمرار عما إذا كانت مهتمةً بمجال عرض الأزياء. ولم تعرف ما الذي يجب فعله في البداية، لكنها قررت تجربة حظها في النهاية. وقالت خوديا: “قبلت العروض لأنني أردت إلهام الفتيات”.
مواقع التواصل الاجتماعي
اتخذت خوديا قرارها بالعمل في عروض الأزياء عندما بلغت الـ17 من عمرها. وظهرت في مشروع الفتاة الملونة، الذي كان يمثل حملةً لدعم الجمال الأسود وحقق انتشاراً كبيراً في صيف عام 2016. وخلال بضعة أسابيع، ارتفع عدد متابعيها على إنستغرام من 300 متابع فقط إلى أكثر من 300,000 متابع.
ولا شك أن لون بشرة خوديا المميز أحدث تغييراً على إنستغرام. إذ يتجاوز عدد متابعيها الـ450,000 متابع اليوم. وتناقش عبر حسابها في إنستغرام مجموعةً من المواضيع مثل احتضان جمال البشرة الداكنة، والثقة بالنفس، والثقافة الأفريقية.
ما معايير الجمال التي ينبغي أن تختفي من صناعة الأزياء للأبد؟