الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

تتحدث درو باريمور بصراحة عن علاقتها بأمها

لم تخجل درو باريمور قط من التحدث عن نشأتها في هوليوود، وكثيراً ما تشارك مع الجمهور قصصاً عن طفولتها غير التقليدية. تحدثت باريمور بصراحة عن معاناتها. واليوم، تعد قصتها مثالاً على النضج وقدرة الفرد على التسامح. لقد تمكنت الممثلة المشهورة من التعايش مع ماضيها بسلام، لتُلهم بذلك من يعانون تجارِب مماثلة.

أصبحت مستقلة في عمرٍ صغيرٍ جداً

انفصلت الممثلة عن والديها في عمر الـ 14، وتصدّر ذلك الخبر عناوين الصحف بسبب علاقتها المضطربة بهما. كانت أمها، الممثلة جيد باريمور، تصطحبها معها إلى مسرح استوديو 45 بدلاً من المدرسة وهي في عمر التاسعة. لذا، انفصلت درو باريمور بموجب القانون عن والديها، وأصبح لديها الحق في اتخاذ قراراتها المتعلقة بتعليمها ورعايتها الصحية وأمورها المالية بنفسها دون تدخل والديها.

تتذكر باريمور كلمات القاضي لها في جلسة الاستماع بالمحكمة: “لست مضطرة للذهاب إلى المدرسة مجدداً”. لتشكّل تلك الكلمات بداية رحلتها نحو الاستقلال الكامل بحياتها.

ASSOCIATED PRESS/East News

قالت درو باريمور عن والدتها في حوار تلفزيوني: “لم يكن أسلوب معيشتنا تقليدياً على الإطلاق”. وفي كتابها، الزهرة البرية (Wildflower)، كتبت أن أمها “لم توفر لها أي حماية أو وجود حقيقي” في شبابها.

ومع ذلك، بمرور السنوات، سامحت الممثلة والديها بالرغم من ماضيها المضطرب معهما، بل وتمكنت من العثور على أبيها، جون درو باريمور، وتكفّلت بنفقات إقامته في دار رعاية المسنين بعد سنوات من القطيعة. وتتذكر باعتزاز طبيعة والدها المتمردة، وقالت: “لقد طُرد من إحدى دور الرعاية، وهذا أمر متوقع للغاية لمن يعرفه”.

الالتزام بحدود صحية

صرحت باريمور، الأم لطفلين، بالتزامها الكامل تجاه أمها عندما تحتاج إليها. وقالت: “سوف أدعمها دائماً. لا يمكنني أن أدير ظهري للشخص الذي منحني حياتي. لا أستطيع فعل ذلك، ستؤلمني تلك القسوة كثيراً. لكنني في بعض الأحيان أدرك أن سلوكياتنا وشخصياتنا معاً ستثير مشاعر سيئة بداخلي، عندئذ أقول لنفسي إنني بحاجة إلى استراحة مجدداً”.

وضعت الممثلة وأمها العديد من الحدود في علاقتهما، وأوضحت باريمور: “لقد انقطعنا عن التواصل عدة مرات في حياتنا، وأعتقد أنها توقفات صحية يحتاج إليها الأصدقاء وأي أشخاص تربطهما علاقة طويلة الأمد، وهكذا تستمر علاقتنا في التقدم”.

تشعر الممثلة بتحسن قدرتها على وضع الحدود المناسبة والتعايش معها. وقالت: “بمرور الوقت، يقل شعور عدم الارتياح المقترن بتلك الحدود”. لكنها ما زالت تسأل نفسها: “سأبلغ من العمر 48 عاماً، متى ستصبح تلك الفتاة المذنبة الصغيرة على ما يرام وتتجاوز حزنها وافتقارها إلى علاقة مذهلة بعائلتها؟”

بالرغم من ذلك، تعترف باريمور بوجود انجذاب عاطفي دائم تجاه والديها، واصفةً إياه بـ “الانجذاب المغناطيسي الكوني”. وفي وصفها، يقترن ذلك التجاذب بمشاعر قوية ورغبة غامرة في تصويب الأمور وحل المشكلات.

تأثير العائلة على حياتها المهنية

قضت باريمور وقتاً هائلاً للعلاج من اضطراباتها العائلية. لكنها تدرك أيضاً تأثير عائلتها على مسيرتها المهنية. يجري التمثيل في عروق عائلتها، فقد كان كل من أجدادها وأجداد أمها وخلّانها وخالاتها ممثلين مشهورين.

قالت باريمور: “لا أحاول ممارسة التمثيل شعوراً مني بأي التزام أو واجب، لكنني أؤمن بوجود سحر ما في حمضنا النووي. أشعر بشكل ما أنني توجهت تلقائياً لفعل ما كانوا يفعلون”.

في منزلها، تحرص باريمور على تشغيل قناة الأفلام والمسلسلات القديمة، تيرنر كلاسيك موفيز، في مطبخها. وتصفها بـ “البوابة” التي تسمح لأفراد عائلتها الراحلين بزيارتها.

توضح الممثلة: “إنهم يأتون لزيارتي عبرها. كم هو رائع أن أدخل إلى المطبخ فأجد ليونيل أو جون أو إثيل أو أبي! إنني أتشوق لتلك اللحظات فعلاً”.

ASSOCIATED PRESS/East News

كتبت الممثلة إهداءً مؤثراً لوالدتها عند إصدار كتابها، ذكرت فيه: “لابد أن أتوجه بشكرٍ كبير إلى أمي... شكراً لك على حياتي. يسعدني دوماً أن أكون هنا. كان طريقنا طويلاً وشاقاً، لكنه مرصوف بالامتنان”.

مصدر صورة المعاينة drewbarrymore / Instagram, Barry King / Alamy Stock Photo
شارك هذا المقال