الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

معلومات مثيرة للاهتمام عن الحياة في فنلندا ستغير نظرتك إليها تماماً

عندما ندرس عن إحدى الدول في المدرسة أو نبحث عنها بشكل سريع في إحدى الموسوعات، فإن عدد السكان والمساحة الإقليمية والدول المجاورة والنظام الحكومي والخصائص الجغرافية هو ما نتعلمه عنها في العادة. لكن وراء هذه الأرقام والمعلومات، توجد جوانب رائعة تميّز كل دولة؛ مثل ثقافة شعبها وعاداته وتقاليده الخاصة. وغالباً ما تكون هذه الجوانب مختلفة تماماً عما اعتدنا عليه في بلداننا، وهذا هو سبب انبهارنا الكبير عند معرفة بعض جوانب الحياة لدول تبعد عنا آلاف الكيلومترات.

نؤمن، في الجانب المُشرق، بأن استكشاف ثقافة الدولة هو الوسيلة المثلى للتعرف عليها بصورة حقيقية. لذا قررنا اليوم تقديم 14 معلومة غريبة عن فنلندا لن تجدها في أي كتاب جغرافيا أو دليل سفر. وتنتظرك في نهاية المقال مكافأتين مع بضع مفاجآت أخرى.

1. الشعب الفنلندي يعشق الساونا

الساونا موجودة في كل مكان... في المنازل والشركات والمباني الحكومية، حتى أنها مربوطة بالسيارات. يراها الفنلنديون كعادة مفيدة للغاية، وهذا سبب إضافتها إلى أماكن لا تخطر على البال. يتجاوز عدد غرف الساونا في كافة أنحاء فنلندا 3 ملايين. وهذا العدد كبير، خاصةً عند مقارنته بعدد سكان فنلندا البالغ 5.5 مليون نسمة فقط.

الساونا في فنلندا ليست مجرد نشاط، بل طقس متأصّل في الثقافة الفنلندية منذ آلاف السنوات. يذهب العرسان قبل زفافهم لتطهير أرواحهم وتذهب النساء هناك للولادة. وتشير التقديرات الحالية إلى أن حوالي 90% من الشعب الفنلندي يذهبون إلى الساونا مرة واحدة على الأقل في الأسبوع. وهي بلا شك عادة روتينية في الحياة اليومية هناك.

2. تتلقى الأمهات الحوامل هدية من الحكومة الفنلندية

يقدم نظام الضمان الاجتماعي الفنلندي للأمهات الحوامل صندوق ولادة. وهذا الصندوق عبارة عن مجموعة تحتوي على 64 غرضاً ضرورياً للأم وطفلها حديث الولادة، مثل ملابس الرضّع، والمهد، والحفاضات، والشاش، ودليل الأمومة، ومنتجات رعاية الطفل، ومساحة نوم للرضيع خلال أشهر حياته الأولى.

وحتى تتأهل المرأة الحامل للحصول على هذه المجموعة، التي تقدمها الدولة منذ أكثر من 50 عاماً، يجب على الوالدين التسجيل للخضوع لفحص طبي قبل الشهر الخامس من الحمل. كذلك يمكنهما اختيار استلام نقود بدلاً من الصندوق، لكن الأغلبية يختارون الصندوق.

3. لدى الشعب الفنلندي شخصية خيالية خاصة

على غرار دول الشمال الأوروبي الأخرى، لدى فنلندا شخصيتها الخيالية الخاصة. لدى الشعب البلجيكي تان تان، ولدى الشعب الدنماركي حورية البحر الصغيرة، ولدى الشعب الفنلندي المومين. رسم هذه المخلوقات الأسطورية فنان فنلندي وألّف قصتها، وتعيش في مكان وسط غابة يُدعى وادي المومين.

الشخصية الرئيسية هي مومين ترول، وهو مخلوق أبيض فروي يشبه إلى حد كبير فرس النهر. ومن المألوف رؤية المداخل في المنازل الفنلندية خاضعة لحراسة مومين ثلجي، أو رؤية كوب قهوة مزين برسمة هذه الشخصية المحبوبة.

4. المساحة الشخصية مقدسة

حتى عند هطول الأمطار أو تساقط الثلوج، لن ترى أشخاصاً محتشدين تحت سقف محطة الحافلات، بل سترى طابوراً منظماً يبعد فيه كل شخص عن الآخر مسافة 3 أمتار. وحتى عند صعود الحافلة، يفضّل الركاب هناك الجلوس بمفردهم أو انتظار حافلة أخرى بدلاً من مشاركة المقعد مع راكب آخر.

كذلك يُظهر الشعب الفنلندي ميله للابتعاد والاحتفاظ بمسافة في جوانب أخرى. وبصفة عامة، لا يقبّل الفنلندي عند التحية في اللقاء الرسمي ويكتفي الرجال والنساء بالمصافحة فقط. ويكفي الإيماء بالرأس إن كان اللقاء غير رسمي.

بخلاف الثقافات الأخرى التي يميل أفرادها إلى الانخراط في محادثات قصيرة مع الغرباء في الأماكن العامة، هذا التصرف غير موجود في قاموس الفنلنديين، إلى جانب تحية المارة الغرباء عند مدخل المبنى أو التواصل بالعينين معهم. كذلك يقدر الفنلنديون العزلة بشكل عام. ومقاعد الحدائق الفردية هي أكبر مثال على ذلك.

5. تعد فنلندا من أفضل الأماكن في العالم لرؤية الشفق القطبي

إنها ظاهرة ضيائية يمكن رؤيتها في الليل في المناطق القطبية. هل رؤية هذه الظاهرة العجيبة أمر شائع؟ بالطبع لا، إلا إن كنت في فنلندا. يمكن رؤية الشفق القطبي في فنلندا لحوالي 200 ليلة في السنة، أو ليلة كل ليلتين في لابلاند. ما الشروط المطلوبة؟ ليلة مظلمة صافية... والقليل من الحظ.

6. يعشق الفنلنديون الحليب

يستهلك الشعب الفنلندي أكبر كمية من الحليب للفرد في العالم. ولا يكتفون بشربه مع وجبة الفطور أو الوجبات الخفيفة، بل في الغداء والعشاء أيضاً، ويخلطونه بطرق غير متوقعة. على سبيل المثال، يوجد طبق تقليدي يُحضّر بالبودنغ الأسود ومربى التوت... يقدم مع الحليب.

ويمتد عشق الحليب ليشمل منتجات الألبان بشكل عام، وهي جزء من ثقافة فنلندا منذ العصور القديمة. اللبن الرائب، والحليب المخثر، والحليب المخمر، والجبن المنزلي الصنع، وجبن الخُبز... رؤية منتجات الألبان هذه في كل منزل فنلندي أمر طبيعي، إلى جانب استهلاك الأطفال لها منذ سن مبكرة.

7. يقيمون مسابقة لرمي الأحذية المطاطية

يبدو أن فنلندا تفوز بجائزة أغرب المسابقات الرياضية في كل صيف. إحدى هذه المسابقات هي بطولة العالم لرمي الأحذية المطاطية، إلى جانب بطولات أخرى لا تقل جنوناً مثل مسابقة الجلوس على عش النمل، وحمل الأصفاد، ورمي الهواتف المحمولة، وبطولة قتل البعوض.

كذلك يقام هذا الحدث في روسيا والسويد وإستونيا. لكن أقيمت في فنلندا أول بطولة لكأس العالم لرمي الأحذية في عام 1992. في البداية، كانت قاعدة اللعبة تتطلب رمي الأحذية المطاطية الفنلندية الصنع فقط، لكنها تغيرت بعد ذلك وأصبحت الأحذية الإيطالية هي الأحذية الرسمية للمسابقة. من يربح هذه المسابقة التي يشارك فيها كلا الجنسين؟ من يرمي الحذاء لأبعد مسافة.

8. الفنلنديون مخترعون عظماء

اخترع الفنلنديون العديد من المنتجات والخدمات المستخدمة حالياً والتي تسهل حياتنا. وبعض هذه الاختراعات هي أشياء منتشرة وضرورية للحياة اليومية، مثل الرسائل القصيرة، وأول متصفح إنترنت، وهواتف نوكيا، ومجفف الصحون، ومقصات فيسكارز الشهيرة.

بسّط مجفف الصحون عملية غسل الصحون بشكل كبير. كانت غسالات الصحون باهظة الأسعار وكبيرة الحجم. لكن في مجفف الصحون، تجف الصحون تلقائياً، مما يوفر الوقت والمال والمساحة. والأمر نفسه مع مقصات فيسكارز الشهيرة حالياً، فمقبضها البلاستيكي، البرتقالي في الغالب، هو البديل المثالي للحديد الثقيل الذي كان يُستخدم حتى إطلاق هذا المنتج.

9. يتناولون أطعمة فاخرة فقط على الإفطار

من غير المعتاد في فنلندا إدراج طبق شائع مثل المربى أو الأطعمة الحلوة، مثل الكعك أو الحبوب بالسكر، في وجبة الفطور. بل توضع الزبدة والأجبان واللحوم الباردة والخضروات فوق شطيرة مفتوحة مصنوعة من خبز الجاودار. تعتبر الخضروات جزءاً لا يتجزأ من وجبة الفطور، إلى جانب كوب الحليب.

10. لا يحبون العطور

لا يحب الفنلنديون العطور على عكس الشعوب الأوروبية الأخرى، وبالكاد زاد استهلاكهم لها منذ التسعينيات. وبينما ينمو سوق مستحضرات التجميل المحلية في هذه الدولة، فإن شركات العطور العالمية، مثل ديور وشانيل وبوس، تعلم أنها قد خسرت المعركة في هذه الدولة. لا يبدو أن لدى الفنلنديين ميزانية للعطور. فهم يفضّلون العطور الطبيعية أو المنتجات غير المعطرة.

11. الفنلنديون بارعون في إعادة التدوير

توجد حاويات إعادة التدوير في جميع غرف الفنادق الفنلندية.

يدرك الشعب الفنلندي مدى أهمية إعادة التدوير كوسيلة للحفاظ على البيئة وتعزيز الاقتصاد الدائري. وتُفرز النفايات قبل نقلها إلى الحاويات في معظم المنازل والفنادق.

يُفرز الورق العادي، والورق المقوى، والزجاج، والمعادن، والبلاستيك، والنفايات المختلطة، والنفايات الخطرة، والمعدات الكهربائية، والبطاريات بشكل منفصل. وتسهّل هذه الطريقة إعادة استخدام كل النفايات لصنع منتجات جديدة.

12. لا يُقيَّم الأطفال بالدرجات في المرحلة الابتدائية

لا يتوقع المعلمون وأولياء الأمور في فنلندا التحاق الأطفال بالمدرسة للتنافس على نيل أعلى الدرجات. ووجهة نظرهم في ذلك هي أن كل طفل يتعلم بسرعة مختلفة في سنواته الدراسية الأولى، وأن تقييم الأطفال بالدرجات لن يحسب هذه الاختلافات الطبيعية. لهذا السبب، لا يُقيَّم الأطفال بالدرجات قبل الصف الخامس.

يختلف النهج التعليمي في فنلندا عن نظيره التقليدي في عدة نواحٍ. لا يستيقظ الطلاب مبكراً، ويبدأ الجدول المدرسي في التاسعة صباحاً، ولا يوجد زي مدرسي، ويخاطب الطلاب معلميهم بأسمائهم الأولى. والجو المدرسي العام أكثر راحة وأشبه بالمنزل، وبعيد عن الجدية والصرامة المرتبطة بالمدارس التقليدية.

13. الطعام في غابات فنلندا مجاني

تغطي الغابات ثلاثة أرباع مساحة فنلندا الإجمالية. ويمكن الوصول إلى الغابات بالمشي مسافة 5 أو 10 دقائق من أي مكان تقريباً. وهناك ميزة خاصة في هذه الأماكن؛ إذ يمكن لأي شخص أخذ الطعام الذي يجده هناك أثناء المشي، مثل التوت والفطر والأعشاب. كلها متاحة للجميع.

ويتعلق هذا بالحق الفنلندي في استخدام الطبيعة بغض النظر عن صاحب الأرض. وبالطريقة نفسها، يمكن التخييم وركن سيارة أو قارب طوال الليل، حتى لو كانت الأرض مملوكة لشخص آخر.

14. قبعة وسيف للحاصلين على درجة الدكتوراه

يتلقى أي شخص ينال درجة الدكتوراه في فنلندا سيفاً وقبعة خلال حفل التخرج. وترمز هذه الهدية إلى حرية البحث والنضال في سبيل الخير والعدالة والحقيقة. وتُعلق أهمية كبيرة على هذا الحفل لدرجة أن الشخص لا يعتبر دكتوراً حقيقياً، حتى إن حصل على شهادة درجة الدكتوراه، إلا بعد الحصول على قبعته وسيفه.

المكافأة #1: بيتزا سريعة وسط الثلوج
عبر آلة بيع متاحة طوال الوقت في فنلندا

المكافأة #2: يجب أن تقود سيارتك ببطء في فنلندا إن كانت ثروتك كبيرة

  • تُحدد قيمة المخالفات بناءً على ما يستطيع المخالف إنفاقه في اليوم الواحد بناءً على دخله. وكلما عظمت المخالفة، زادت الغرامات المالية التي يجب على المخالف دفعها. وقد يؤدي هذا إلى وصول غرامات مخالفات تجاوز السرعة لشخص مليونير إلى 100,000 دولار. © Colosso95 / Reddit

هل تعتقد أن نمط حياتك يختلف كثيراً عن نمط حياة الفرد الفنلندي؟ ما أوجه الشبه والاختلاف بينك وبين المواطن الفنلندي؟ أخبرنا في قسم التعليقات.

مصدر صورة المعاينة buustamon / Reddit, Snufflebox / Reddit
الجانب المُشرق/أمكنة/معلومات مثيرة للاهتمام عن الحياة في فنلندا ستغير نظرتك إليها تماماً
شارك هذا المقال