تزوجتُ رجلاً تركياً وسأطلعكم على تفاصيل حياتي معه في إسطنبول!
“سفيتلانا” مدونة روسية من مدينة سانت بطرسبرغ، التقت برجل تركي كان يقضي عطلته هناك، فجمعتهما علاقة حب اكتملت بالزواج. وهي تعيش الآن في إسطنبول منذ أكثر من عام، وتطلق على نفسها، بكل خفة دم، لقب “زوجة السلطان التركي”.
سترافقنا سفيتلانا اليوم في الجانب المشرق لنتعرف معها كيف يمكن لامرأة روسية أن تعيش في تركيا. وستندهشون من بعض العادات التي لا يستطيع السكان المحليون هناك تقبلها على الإطلاق.
أشعر بأني متزوجة حقاً!
حاول الجميع إخافتي في البداية، عن طريق ترديد قصص عن عواقب الارتباط برجال أتراك. وبعد عام من الزواج، بدأت أسمع نوعاً آخر من النصائح، من قبيل “لا تنجبي أطفالاً لأنك لن تريهم مرة أخرى إن قررتِ الطلاق”.
لدينا طفلان الآن، فهل تغيرت علاقتنا؟ نعم بالتأكيد! فأنا أشعر بالفعل بأنني متزوجة. وبعد أن اعتدت العمل لمدة 12 عاماً (5 أعوام منها بدون أي عطل أو إجازات). أجدني اليوم غير مضطرة للعمل على الإطلاق، لأن زوجي يعمل ويهتم بأسرتنا ويزودنا بكل ما نحتاجه. وأنا أشعر بصدق بكامل دعمه وحمايته.
تطلق على الأطفال ألقاب غريبة مثل “مجنون” و"ساحرة"!
كثيراً ما يتم استخدام ترجمات ألقاب من قبيل “مجنونة” أو “جحشة” أو “ضفدعة” وغيرها من الكلمات التي تنتمي للقاموس نفسه، في مخاطبة طفلتي الصغيرة في الشارع، ولا أملك إلا أن أرد على ذلك بابتسامة. لماذا؟ لأنها ببساطة ليست المرة الأولى. فلطالما كانت ابنتي الكبرى توصف بالـ"قبيحة" أو الـ"ساحرة". لقد تبين لي بعد مدة أن الناس هنا لا يريدون جلب أي نحس أو سوء حظ للأطفال، ولذلك لا يطلقون عليهم أي ألقاب لطيفة.
يجب أن أرتدي ملابس ساترة وأطبخ لحم الضأن.
يغضب زوجي بشدة عندما أرتدي قميصاً في المنزل (حتى لو لم أخرج إلى الشرفة!). يقول إن هناك الكثير من المنازل المحيطة بنا، و ربما يراني شخص ما من نافذته.
كما أنه لا يحب أن أطبخ لحم الخنزير أو أقدمه للأطفال. يقول أنه غير صحي على الإطلاق، وتنبعث منه رائحة كريهة. ولأكون صادقة معكم، حتى لحم الضأن تكون رائحته في بعض الأحيان أسوأ بكثير!
الناس في تركيا يعرفون أسرار الطعام الجيد.
لا أحب وجبات الإفطار المحلية هنا، ولطالما أقلقني التفكير بهذا الأمر، إذ كنت أسأل نفسي: “كيف يمكنني أن أكتب مقالات ومدونات في تركيا وأنا لا أحب ما يعدونه على الفطور؟ ولكن ـ بالله عليكم ـ كيف يمكنني أن أتناول النقانق والزيتون والمربى كل صباح؟؟ هذا ليس طعام إفطار!
عند الحديث عن الطعام، فجميع الحلويات في تركيا تقريباً تأتي حلوة للغاية ومغطاة بشراب السكر. أما الأطباق الرئيسية فيطغى مكوناتها معجون الطماطم إلى جانب كميات كبيرة من الزيت. ويبيع كل مطعم في الشارع أكلة الشاورما (طبق شرق أوسطي). ويطلق عليها الأتراك اسم (döner) ومعناه “اللحم الذي يلفّ ويدور” وهي جيدة بفضل تقنية شواء اللحم غير المعتادة والتي تجعل الدهون تتسرب منها.
التجول بحذائك داخل المنزل يعتبر بمثابة “جريمة”.
إن ذهبت في زيارة لمنزل صديق لك، فيجب عليك خلع حذائك حتى قبل دخولك قاعة الجلوس. الأتراك لا ينتعلون أحذية داخل المنزل على الإطلاق. ولذلك ليس من المستغرب أن عادات الأجانب تصدم السكان المحليين. ومن الضروري أيضاً خلع حذائك قبل دخول المسجد.
يمكن دائماً إرجاع هدايا عيد الميلاد إلى المتاجر!
كلما حل شهر يناير، أذهب برفقة زوجي مثل الكثير من الأتراك، إلى المركز التجاري الأقرب إلينا. حيث نشتري ونتبادل الهدايا بمناسبة العام الجديد. وقد لاحظت أن الناس في الغالب يقدمون الملابس كهدايا، لأنها رخيصة الثمن وتصنع هنا في تركيا.
هذا العام، اشترينا لأمهاتنا كنزات جميلة، وتلقينا منهما هدايا مشابهة. ولكن حتى إن لم يناسبنا ما تلقيناه من هدايا، فلا يعتبر ذلك مشكلة على الإطلاق. إذ يمكن دائماً تبديل المنتج من أي متجر ينتمي إلى السلسلة التي تم شراؤها منها.
سيكون عليك إنفاق الكثير من المال لضمان تعليم مناسب لطفلك.
من الأمور المؤسفة أن التعليم الجيد هنا في تركيا يُقدم إما للأشخاص الأذكياء أو الأثرياء. لن تتاح لطفلك فرصة الذهاب إلى الحضانة العامة إلا بعد بلوغه الرابعة من عمره، وفقط لمدة 4 ساعات (من الساعة 8 صباحاً إلى الساعة 12 ظهراً). وإن كنت تريد ترك طفلك لفترة أطول (حتى الساعة 5 مساءً) فسيكون عليك دفع أقساط إضافية.
في المدارس الخاصة، يجب أن تدفع ثمن كل شيء: الطعام، والزي المدرسي والرياضي. ويجب أن تقتني لطفلك، بدءاً من سنته الأولى في المدرسة، جهاز iPad لإتاحة الفرصة له للقيام بواجباته عبر الإنترنت. وهكذا يكون المبلغ الإجمالي عادة حوالي 3000 يورو في السنة.
تعتبر عمليات الولادة القيصرية شائعة جداً في المستشفيات المحلية.
تنجب النساء أطفالهن عادة في مستشفيات التوليد الخاصة، ويتطلب ذلك دفع أسعار تتراوح بين 150 يورو إلى 3000 يورو. وتكون هذه النفقات مغطاة جزئياً بالتأمين الإلزامي.
ولأسباب متعددة، تعتبر عمليات الولادة القيصرية شائعة جداً هنا في تركيا. فهي أسهل وأكثر ملاءمة للطبيب، كما أن العديد من النساء يخفن من آلام المخاض الطبيعي، ولذلك يطلبن إجراء هذه الجراحة. يُسمح للمرأة بالعودة إلى المنزل في اليوم التالي بعد ولادة الطفل، إن كان كل شيء على ما يرام. وحتى إن أجريت لكِ عملية قيصرية، فليس عليكِ البقاء في المستشفى سوى لمدة 24 ساعة.
لا تبنى كل حالات الزواج على أساس من الحب
اليوم، هناك العديد من الشباب الذين لا يخفون علاقاتهم العاطفية عن آبائهم وأمهاتهم. بل يقضون وقتهم مع من يحبون، ويسافرون معاً، بل وحتى يستأجرون شققاً للعيش مع بعض. (ومعظمهم من الطلاب الذين ينتقلون للدراسة في مدن أخرى).
ولكن في بعض الأرياف والمدن الصغيرة، مازالت هناك تقاليد عائلية صارمة يجب مراعاتها. ففي الجزء الشرقي من البلاد، يتوجب على الشباب الارتباط ببنات أعمامهم. وليس من المسموح لكلا الجنسين التعارف والخروج معاً قبل الزفاف.
السياحة الطبية تتطور بشكل سريع للغاية
هناك حقيقة مثيرة للاهتمام بخصوص الطب التركي: كل التقنيات والمعدات الموجودة في المستشفيات الكبرى، تماثل ما يوجد في مستشفيات أوروبا وأمريكا. أما الأسعار فهي أقل بنسبة 20 إلى 30 في المئة.
في الكثير من الحالات، يأتي الأشخاص إلى تركيا للخضوع لجراحة تجميلية من قبيل: تكبير الثدي، ونحت الجسم، وجراحة الأنف أو الشفاه. وإن حدث وصادفت رجالاً يمشون في الشارع واضعين ضمادات على رؤوسهم. فهذا يعني أنهم خضعوا مؤخراً لعملية زرع الشعر.
“بوتوكس المعدة” هو إجراء طبي آخر يلاقي إقبالاً كبيراً هنا. وهي ليست عملية جراحية، بل تقنية حقن تعمل على إبطال عمل بعض العضلات البطنية، لتساهم بالتالي في تقليل الشهية للأكل.
الأسعار في تركيا
من أجل التخطيط لميزانيتك قبل الإقدام على أي رحلة، عليك أن تفكر في جميع نفقاتك الرئيسية. ولنأخذ منطقة أفسيلار Avcılar الشهيرة في إسطنبول، كمثال. سيكلفك استئجار فيلا هناك حوالي 1000 يورو شهرياً، فيما تبلغ تكلفة استئجار شقة حوالي 200 يورو. أما تكلفة استئجار سيارة فحوالي 31 يورو في اليوم وبنصف المبلغ يمكنك تأجير دراجة (حوالي 15 يورو في اليوم).
ستنفق حوالي 30 يورو على شراء الطعام من السوبر ماركت والاستمتاع به لمدة أسبوع. تبلغ تكلفة فنجان القهوة 78 سنتاً، وتدفع نصفها لشرب فنجان الشاي. أما فاتورة عشاء متوسطة في مطعم يطل على البحر فلا تتجاوز 43 يورو. وفي مطعم بيتزا محلي، سوف تنفق حوالي 6 يوروهات.
لا يمكنك القدوم إلى تركيا دون زيارة الحمامات. معظمها تعتبر من المعالم التاريخية، فعلى سبيل المثال، تم بناء حمامات غالطسراي Galatasaray Hamamı (التي تظهر في الصورة) منذ القرن الخامس عشر، بأمر من السلطان بايزيد الثاني. وما زال بعض الناس هنا يتذكرون زيارة الممثل “جون ترافولتا” الشهيرة لهذا الحمام.
من المريح السفر بين المدن بالقطار. تعتبر العربات الأولى والأخيرة عربات من الدرجة الأولى. ومن الأفضل حجز المقاعد هناك لأنها لا تزيد عن مقاعد الدرجة الثانية إلا بحوالي 50 في المئة. لا يوجد سوى 16 مقعداً في كل واحدة من هذه العربات، وتتوفر بها خدمة الواي فاي المجانية والعشاء والمشروبات التي تقدم كل 30 دقيقة.
كن أكثر حذراً عندما تخرج للتسوق.
يجذبك الباعة الأتراك بألسنتهم، فهم يقولون في العادة كلمات لطيفة، ويعاملونك باحترام مبالغ، ويقدمون لك حتى خصومات كبيرة. لكن بعضهم في الواقع محتالون جداً. لذلك يجب أن تفتح أكياسك دائماً كي تتحقق من البضاعة الملفوفة التي يقدمونها لك. وحين تكون في السوق، اختر الفواكه والخضروات بنفسك، اختر الأفضل منها فقط، لأن هذا حقك. في الواقع، يقوم السكان المحليون على الدوام باختيار المنتجات الطازجة، وأحياناً يرمون الفاسدة على البائعين.
مميزات الشخص التركي
يمكنك اعتبار نفسك تركياً إن كنت تتميز بهذه المواصفات:
بعد شرب قهوة الصباح، تقلب كوبك رأساً على عقب لقراءة طالعك ومعرفة المصير الذي ينتظرك.
عندما يأتيك ضيوف غير مدعوين على حين غرة، فتتظاهر بأنك سعيد للغاية بقدومهم، وتحاول إقناعهم أنك أعددت هذه الكعكة اللذيذة بشكل خاص من أجلهم.
لا تتعجل أبداً ولا تبالي مهما تأخرت. من منكم يحتاج إلى نعم زمنية كهذه؟
في المقهى، لا تقسم الفاتورة مع مرافقك، بل تقاتل لأخذها وتحاول أن تثبت لماذا يجب أن تكون أنت من يدفع الحساب هذه المرة.
تستعمل زمور السيارة كثيراً عندما تكون خلف عجلة القيادة (كما تحب القيام بأمور أخرى مثل فتح نافذة السيارة والصراخ على المشاة والسائقين الآخرين).
الزبادي ليس تحلية بالنسبة لك، ولكنه إضافة مهمة إلى أي طبق رئيسي.
لا مشكلة لديك في تقبيل شخص على خده، حتى لو كنت تقابله لأول مرة.
هل بإمكانك الإقدام على خطوة كهذه وتغيير حياتك بشكل كامل عبر الزواج من شخص ينتمي إلى بلد أجنبي؟