8 أساليب تربوية كانت معتمدة في السابق ولكنها لم تعد مقبولة الآن
في أغلب الأحيان، يرث الآباء والأمهات الجدد طرق التنشئة التي اعتمدها آباؤهم والتي تحظى بقبول المجتمع ولا يشكك أحد في نجاعتها. كما يقر أغلبهم أن أساليب التربية التقليدية تلك قد نجحت في السابق في تحويلهم إلى أشخاص بالغين رصينين ومسؤولين، فلم عساها لا تكون فعالة مع أطفال الجيل الحديث؟ ومع ذلك، يرى آخرون ضرورة مراجعة هذه الأساليب التربوية التي فقدت فعاليتها وصارت في أحيان كثيرة تؤثر سلباً على نفسية الأطفال.
قررنا اليوم في الجانب المُشرق، دراسة الأخطاء التي ارتكبت عن غير قصد في تربية الأطفال لسنوات عديدة، وتسليط الضوء على بعض الممارسات الجديدة التي حلت محلها.
تخويف الطفل طريقة فعّالة لجعله مطيعاً
غالباً ما يساعد التخويف الآباء على ترسيخ سلوك ما يرغبونه في طفلهم. ومع ذلك، فإن هذه الممارسة تُعتبر في الواقع إساءة عاطفية. ذلك لأن اعتقاد الطفل بأن الوحش سيختطف أمه، أو أنها ستغادر دون عودة، يمكن أن يترك أثراً سلبياً على نفسيته ويجعله كتوماً ومتخوفاً. وبالتالي، ينبغي ترجيح العناية بالصحة النفسية للطفل، على رغبة الوالدين المؤقتة في جعله يتصرف بشكل لائق.
توبيخ الطفل أمام الآخرين يترك أثراً تربوياً قوياً
تقول معايير الأخلاق الحميدة إن المشاكل البينية تُحل بعيداً عن أعين الناس. فمحاولة تقويم سلوك طفلك ليست مثل معاقبته. ولهذا السبب يحتاج الوالدان إلى اتباع نهج أكثر وعياً بما تتطلبه حساسية هذه النقاشات.
علاوة على ذلك، فإن العملية التربوية تتشابه مع العلاقات الزوجية في خصوصيتها وحساسيتها، إذ من غير المرجح أن يقبل زوج أو زوجة بأن يؤنبه شريكه على مرأى ومسمع من الغير. ونفس الشيء ينطبق على الأطفال، حيث يمكنهم أن يشعروا بالإهانة في مثل هذه الحالات.
تدليل الأطفال من قبل الجميع دون استثناء
من الصعب أن نرفض لطفل صغير لطيف طلباً. ومع ذلك، يجدر بنا أن نتذكر في مثل هذه اللحظات، أن هذه العادة يمكن أن تفسد علاقتك الحالية به ومستقبله أيضاً. بمرور الوقت، سيصبح الطفل متطلباً، وسيدخل في حالة هيستيرية لمجرد للحصول على ما يريد. وحينها، لن يكون تحقيق رغباته عملاً طوعياً نابعاً من القلب، بل واجباً مُستثقَلاً.
وعلاوة على ذلك، قد يعاني الطفل من مشاكل على مستوى التواصل في المستقبل، فضلاً عن زيادة الوزن والبدانة، إذا استمر في تناول طعام غير صحي دون حسيب ولا رقيب.
الصراخ جزء طبيعي من العملية التربوية
من الصعب التحكم في بركان المشاعر الذي يثور بداخلك حين يبدأ الطفل في إساءة التصرف، خاصة أمام الآخرين الذين قد يحكمون عليك ويرونك “والداً قاسياً ومهملاً”. وفوق هذا، فإن صراخ البالغين على أطفالهم العنيدين يزيد الطين بلة في هذه اللحظة. بالمقابل، يُفضل إظهار الصبر والتفهم تجاه الطفل منذ سن مبكرة، حتى يغدو شخصاً صبوراً بدوره ويعثر على لغة مشتركة مع والديه بسهولة أكبر ويكون أكثر انفتاحاً.
النتائج المدرسية الجيدة ضمان لحياة ناجحة في المستقبل
لم تعد الدرجات الجيدة هاجساً بالنسبة لنا كما كانت من قبل. اليوم، أصبح من الواضح أن التميز الدراسي ليس العامل الوحيد الذي يحدد نجاح الطفل في حياته عندما يكبر. فقد أظهرت الدراسات أن السمات الشخصية، مثل الذكاء العاطفي ومهارات التعامل مع الآخرين ومهارات القيادة، لها فعالية أكبر في توقع إمكانات الطفل المستقبلية وقدراته.
المساحة الشخصية مخصصة للكبار فقط
عديدة هي الأسباب التي تجعل الطفل رافضاً للمس أو القبلات أو العناق من أشخاص آخرين، حتى لو كانوا أقاربه. هل سيتقبلها شخص بالغ إذا أُجبر على هذا النوع من الاتصال الجسدي؟ بالطبع لا.
للطفل أيضاً الحق في رفض مثل هذه الممارسات من البالغين، لأن لديه أيضاً حدوداً شخصية. وبالتالي، يتعين على الوالدين دعم هذه الحدود بدلاً من إجبار الأطفال على فعل ما لا يريدونه.
الصبي لا يحتاج الحنان، وإلا سيكبر ليصبح عاطفياً أكثر من اللزوم
بشكل عام، يجب التشكيك في جميع الأساليب التربوية المبنية على قوالب نمطية جنسانية. عندما يتعلق الأمر بالعاطفة، يتوق الأطفال من أي عمر وجنس إلى الشعور بأنهم محبوبون، وهذا يجعلهم سعداء ويمنحهم الثقة بالنفس. لكن حرمان طفل ما من الحنان هو أمر غريب، لأنه سيجعله يشعر بأنه غير محبوب، وبالتالي يعزز تنمية الصفات السلبية لديه، مثل انعدام الأمان وتدني احترام الذات.
العمل والمال يجلبان فوائد أكثر للأطفال من الوقت الذي نقضيه معهم
بالطبع، هناك حالات قصوى، يكون فيها ترك طفل مع جدته أو جليسة الأطفال هو الحل الوحيد المتاح. ومع ذلك، لا ننكر أنه بإمكاننا تخصيص بعض الوقت لأشياء مهمة حقاً، حتى خلال الأيام الأكثر ازدحاماً.
يجب أن يكون قضاء 30 دقيقة في قراءة قصة خرافية للأطفال، أو اصطحابهم إلى الحديقة العامة في عطلة نهاية الأسبوع، على رأس أولويات الوالدين، تماماً كاهتمامهما بحياتهما المهنية أو محاولة الاستمتاع بأوقاتهما الخاصة معاً. وهذا أمر من الأهمية بمكان، خاصة وأنه يؤثر بشكل مباشر على مدى سعادة الطفل وثقته بنفسه عندما يكبر.
هل توافق على أن أساليب التربية الحديثة أكثر مراعاة لنفسية الطفل؟ إذا كان لديك رأي مخالف حول الموضوع، فلا تتردد بمشاركتنا إياه في قسم التعليقات.
مهلاً! أتعلم أن موقع الجانب المُشرق ينشر أحجيات وألغازاً جديدة وشيقة بصفة يومية؟ لا تتردد في اكتشافها وحلها.