الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

الغيبة المحمودة: عندما يكون الكلام في ظهر الغير مصدراً للسعادة

دائماً ما تقترن الغيبة لدينا بالأشخاص الحسودين الذين يشعرون بالغيرة من غيرهم ويحبون نشر الشائعات عنهم. وهذا لا شك سلوك مشين، سواء كان متعلقاً بالحديث عن مظهر أحدهم أو الشماتة بمصائبه. لكن الغيبة في حقيقة الأمر ليست كلها سلبية كما نظن، حيث إن منها ما هو مفيد فعلاً.

وجدنا في الجانب المُشرق بحثاً يظهر ماهية الغيبة العميقة، ونحن متحمسون جداً لإخباركم بكل شيء عما تعلمناه.

الغيبة ليست بالضرورة “سلبية” دائماً

ربما يعتقد معظمنا عند التفكير بالغيبة، أنها مجرد حديث فارغ ونشر للشائعات. بينما تشير الدراسات إلى أن حوالي 14% من محادثاتنا اليومية تقع تحت مُسمى الغيبة، التي عادة ما تكون محايدة، لا إيجابية ولا سلبية.

قد تكون مفيدة

تشير الأبحاث إلى قدرة الغيبة على مساعدتنا في تكوين علاقات اجتماعية والتعلّم من تجارب الآخرين. إذ يمكن لمشاركتنا معلومات مهمة تتعلق بنا أو بالآخرين أن تمنحنا الشعور بالرضا عن الذات وتساهم في تعزيز الثقة بأنفسنا وتوثيق علاقاتنا مع الغير.

كما يمكن لمجالس الغيبة المحمودة التأثير على سلوكنا المستقبلي. فقد تؤدي مقارنة انطباعنا عن الآخرين إلى مساعدتنا على فهم مشاعرنا وعواطفنا الشخصية بشكل أفضل، وتمييز نوع السلوك المقبول مما سواه، كما أن الغيبة قد تكون سبباً في تعزيز التعاون بين الناس في بعض الأحيان.

ابتكر الباحثون لعبة لاختبار مزايا الغيبة

قرر الباحثون معرفة المزيد عن الأسباب التي تدفع الناس للغيبة والهدف الذي تخدمه، فقاموا بتصميم لعبة إلكترونية على الإنترنت لهذا الغرض. حيث لعب المشاركون 10 جولات معاً ضمن مجموعات من 6 أشخاص، وتم منحهم 100 قطعة نقدية عن كل جولة يفوزون بها. وخُيّر المشاركون بين الاحتفاظ بالمال لأنفسهم أو استثمار أي جزء منه في صندوق المجموعة. وبعد ذلك تمت مضاعفة هذا المبلغ بمقدار النصف وقُسّم بين اللاعبين بالتساوي.

أحياناً، كان بوسع مشاركين رؤية ما يفعله بعض اللاعبين الآخرين، ولم يكن ذلك متاحاً للجميع. كما كان يسمح لهم في هذه الجولات العشر بالدردشة مع عضو آخر في المجموعة على الخاص. ولأنه لا يمكننا دائماً معرفة سلوك شخص ما في الحياة الواقعية بشكل مباشر، كان على المشاركين الاعتماد على المعلومات التي شاركهم إياها أعضاء المجموعة الآخرون في الدردشات الخاصة، حول ما إذا كان أحد أفراد المجموعة يحقق انتفاعاً مجانياً أم لا. وبناء على هذه المعلومات سيقررون ما إذا كانوا يرغبون باللعب معاً مرة أخرى.

تُعرف هذه اللعبة باسم لعبة المنافع العامّة، وعادة ما يقل تعاون اللاعبين في مثل هذه الألعاب مع مرور الوقت. أما في هذه اللعبة بالذات، حيث سُمح للمشاركين بالتواصل مع بعضهم البعض، فقد حدث العكس وتحسن التعاون بين المشاركين مع مرور الوقت. كما أظهرت النتائج أيضاً أن اللاعبين الذين تحدثوا مع بعضهم البعض شعروا بأن العلاقة بينهم أصبحت أقوى.

وهذا ما يثبت حقيقة أن الغيبة أمر هام من حياتنا ويمكنها مساعدتنا في بناء روابط اجتماعية مع الآخرين، بل وتعزيز التعاون فيما بيننا.

هل تمارس هذا النوع المحمود من الغيبة، مع من؟ ما الأمور التي يدور حولها حديثك مع الآخرين في العادة؟ هل تتفق مع خلاصات هذا البحث؟

شارك هذا المقال