الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

لماذا اختيار تجاهل الآخرين من مفاتيح السعادة؟

لا يكون تجاهل الأشياء، في كثيرٍ من الأحيان، الطريقة المثلى، فمثلاً يمكننا اعتبار المعاملة الصامتة شكلاً من أشكال الإساءة العاطفية، كما قال إيلي ويزل: “عكس الحب ليس الكراهية، بل اللامبالاة”. ومع ذلك، هناك عدد من الأشياء التي نواجهها في الحياة والتي يكون من الأفضل لنا تجاهلها تماماً.

شعرنا بالفضول في الجانب المُشرق تجاه الأسباب التي تجعل تجاهلنا لبعض الأشياء في حياتنا وسيلةً لتحسين جودتها، ونود مشاركة ما توصلنا إليه معكم.

التجاهل ضروري

إن تجاهل المشتتات أداة قوية لها جذورها في التطور. نحن من نقرر الأشياء التي تستحق اهتمامنا، والأشياء التي لا تستحقه، ويحدث ذلك لا إرادياً ودون وعي منا في الغالب. ذلك بسبب وجود العديد من العوامل التي قد تشتتنا في البيئة المحيطة وتقلل من جودة عمل دماغنا. وعلى الرغم من أن تجاهل بعض جوانب الحياة يمكن أن يؤدي بنا إلى اتخاذ قراراتٍ وخياراتٍ خاطئة بسبب التحيز المتعمد، إلا أنه يجعل حياتنا أسهل بكثير.

يساعدك على التفكير في نفسك بشكل أفضل

من المعلوم أننا نتحدث مع أنفسنا كثيراً. في الواقع، قد يحتوي المونولوغ الداخلي على ما يصل إلى 400 كلمة في الدقيقة الواحدة. إذا ركزت في الحديث مع نفسك على نقد ذاتك، فإن ذلك سيشعرك على الأغلب بالسوء تجاه نفسك. وستصبح أكثر سعادة إذا اخترت تجاهل مثل هذه الأفكار أو إيقاف الأشياء التي لن تقولها يوماً لطفل أو صديق من بشاعتها، وتعلمت أن تكون أكثر لطفاً مع نفسك.

كلما زادت المعلومات.. زاد الضغط عليك

نعيش الآن في عصرٍ رقمي، حيث يتم تمرير جميع أنواع البيانات في غضون ثوانٍ معدودة، ونتعرض باستمرار لأحمالٍ من المعلومات. مشاهدة الأخبار مثلاً ترهق جهازك العصبي، لدرجة أن جسمك يبدأ بإفراز هرمونات التوتر، وقد تختبر، نتيجةً لذلك، أعراضاً مثل التعب، ومشاكل النوم، وما إلى ذلك. لذلك من الأفضل لك أن تتخلى عن العادات التي لا تتحكم بها جيداً.

يساعدك على التركيز

تظهر الأبحاث أنه من الأسهل على دماغك القيام بمهمة ما، عندما تعرف ما الذي يجب عليك تجاهله، وليس ما تبحث عنه. لذلك تذكر عندما تواجه مشكلات في التركيز أن الباحثين يوصون بالاعتراف لنفسك بالأشياء التي تشتتك، واتباع استراتيجية واضحة لتجاهلها بشكل فعال أكثر، بدلاً من محاولة التركيز بشكل أكبر.

تحقيق المزيد

إن تجاهلك للمشتتات مثل الرغبة في فعل كل شيء على أكمل وجه وإرضاء الآخرين، يساعدك بالتأكيد في حياتك المهنية. إذا أردنا أن نفعل كل شيء بشكلٍ مثالي طوال الوقت، قد ينتهي بنا المطاف عالقين في منطقة الراحة الخاصة بنا مكررين الأشياء نفسها خوفاً من تجربة أي شيء جديد. فكرة الكمال غير الواقعية في أي مجال يجب أن تنسى بالكامل.

يجب علينا جميعاً أن نذكر أنفسنا من وقت إلى آخر أنه من الضروري التحلي بالمرونة، فخططنا لحسن الحظ لا تنقش على الصخر. والواقع يُثبت لنا أن الأمور لا تسير دوماً وفقاً للخطة، ونفشل في كثيرٍ من الأحيان، وتتحطم توقعاتنا وتحترق، ولذلك بالتحديد علينا التكيف عند حدوث هذا ومعرفة ما يجب علينا القيام به بعد ذلك. هذا جزء أساسي من عملية التعلم، حتى أن العلماء وجدوا المقدار الطبيعي من الفشل، وهو الذي يحدث في 15٪ من الوقت.

ما الذي تعتقد أنك تحتاج للبدء في تجاهله في حياتك؟

شارك هذا المقال