الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

لماذا تعدّ تربية فتاة “لطيفة” من أكبر أخطاء الوالدين؟

عندما يتعلق الأمر بتنشئة الفتاة، يسعى العديد من الآباء والأمهات جاهدين لإحسان تربيتها، كي تكبر وتصبح لطيفة وتوصف بـ"الفتاة المثالية" كما تملي ثقافة المجتمع. لكن هذا الحرص على تدريب الابنة على أن تكون بتلك الصورة الخالية من أي شوائب طوال حياتها يمكن أن ينقلب ضدها وتكون له نتائج غير متوقعة.

نحن في الجانب المشرق نؤمن بأن معاملة الناس بلطف ضرورية في هذا العالم، وأنها قادرة على إحداث تغيير كبير، ولكنها تبقى صفة ينبغي استخدامها بكل حذر خاصة من قبل المرأة. وإليك 7 أسباب وراء ذلك:

1. قد تتعرض للاستغلال من قبل المحيطين بها

كلنا نرغب أن يكون لدينا أصدقاء لطفاء ومهتمون. ولكن إذا حاولت المرأة أن ترضي الناس وتهتم لأمرهم، فمن المحتمل أن يستغلها معارفها كثيراً. ومن ثم، تصبح العلاقات الإنسانية زائفة وأحادية الاتجاه. وعندما يتعلق الأمر بالارتباط الرومانسي، فإنه قد يتحول في هذه الحالة إلى تجربة غير سعيدة، أو مسيئة في بعض الأحيان.

2. قد لا يصدقها الناس

ربما تتم معاملة الفتاة على أنها غير جديرة بالثقة بسبب كونها معطاءة ومنفتحة للغاية. وهذا لأن الآخرين قد يشعرون أن هناك دوافع خفية وراء لطفها التلقائي، ويشرعون في الاستفسار عن ذلك. لن يتم التعامل معها بالشك فحسب، بل قد يُنظر إليها على أنها ضعيفة لأنها تستمع دائماً للآخرين وليس لها صوت خاص بها.

3. لن يكون لديها وقت لنفسها

هناك قول مأثور يوصي بأن عليك “مساعدة نفسك أولاً قبل مساعدة الآخرين”. لكن الأشخاص من النوع اللطيف يميلون إلى وضع الآخرين دائماً قبل أنفسهم. إذا أفرطت في إعطاء الأولوية لذلك أثناء تربية أميرتك الصغيرة، فستبذل كل جهودها في محاولة خدمة وإرضاء الناس. وبالتالي، لن تكون لطيفة مع نفسها وسوف تنسى أن تمنح نفسها الرعاية الذاتية التي تستحقها، مما قد يؤدي بها إلى الإرهاق والمرض.

4. يمكن الاحتيال عليها بسهولة

إن التعاطف الشديد والاهتمام بالجميع يمكن أن يجعل ابنتك ساذجة عندما يتعلق الأمر بالمواقف المؤذية. كما أن هذا النوع من الشخصية يعتبر فرصة للناس للسيطرة عليها والاستفادة من قلبها الكريم واستعدادها لإرضاء الجميع. قد تؤدي الرغبة المستمرة في مساعدة الآخرين إلى تعريضها لسوء المعاملة، وفقدانها القدرة على قول لا عندما يتطلب الموقف ذلك.

5. قد لا تحقق الكثير في حياتها المهنية

أظهر استقصاء أن النساء الأكبر سناً يملن إلى الندم على “ملايين الفرص الضائعة” دونما سبب، فيما تكشف دراسات أخرى أن كونك لطيفاً “قد لا يكون لطيفاً على الإطلاق” عندما يتعلق الأمر بالعمل والأداء الوظيفي، فالشخص طيب القلب بإفراط يراعي احتياجات الآخرين أكثر، وبالتالي لا يكون قادراً على التركيز على نفسه وأهدافه المهنية. إن التركيز على إرضاء الآخرين لن يسمح للفتاة بالوصول إلى كامل إمكاناتها وتحقيق أحلامها.

6. يمكن أن تقع فريسة لعادات سيئة

يمكن أن يتحول إرضاء الناس وإسعادهم إلى إدمان يبطئ أي جهد من أجل الاستقلال النفسي. بل إن الإفراط في خدمة الآخرين قد يؤدي إلى نتائج غير صحية، واحتمال ظهور أشكال إدمان أخرى مثل الإفراط في تناول الطعام، والمبالغة في الإنفاق والتسوق، الأمر الذي سيضيع تركيز الفتاة باستمرار ويعرضها للخطر.

7. قد تتطور الحالة إلى مشاكل متعلقة بالصحة العقلية

المداومة على إرضاء الآخرين مرهقة للنفس، حتى لو أخفت الفتاة إرهاقها وحزنها وراء الابتسامات الصغيرة، لأنها تعودت دائما أن تعطي ولا تتلقى. ومن خلال كبت هذه المشاعر القاسية لنفسها، قد تصبح ضحية للقلق والاكتئاب وسلوكيات إدمانية أخرى، مما يجعلها رهينة للتعاسة.

هل تعتقد أن أحداً حولك يتصرف بلطف مبالغ فيه؟ أو ربما كنت أنت ذلك الطفل الذي نشأ ليكون لطيفاً مع الجميع؟ وما هي المشاكل والصعوبات التي تواجهها الآن كشخص بالغ؟ أخبرنا بتجاربك في قسم التعليقات.

الجانب المُشرق/علم النفس/لماذا تعدّ تربية فتاة “لطيفة” من أكبر أخطاء الوالدين؟
شارك هذا المقال