الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

8 أسباب تجعل الطلاب المهملين ينجحون في الحياة أكثر من المجدين

يسعى العديد من الآباء والأمهات جاهدين لإقناع أطفالهم بأهمية المدرسة في الحياة، وعندما يحصلون على درجات سيئة، يقومون بتوبيخهم ويجعلونهم يدرسون باجتهاد أكثر بشتى السبل المتاحة. ولكن غالباً ما تتلاشى أهمية هذه العلامات المدرسية في الحياة الواقعية، فكم مرة سمعت عن طلاب لم يكونوا فالحين في دراستهم على الإطلاق، ولكن انتهى بهم المطاف إلى تقلد مناصب مرموقة داخل مؤسسات مميزة؟

قمنا في الجانب المشرق باستشارة علماء نفس وحاولنا معرفة الإجابة على السؤال التالي: لماذا قد يصبح الطلاب المهملون أكثر نجاحاً في الحياة العملية من الطلاب المجدين؟

لا يهتمون بالعلامات الدراسية

يعتبر العديد من الطلاب المجتهدين علاماتهم المدرسية بمثابة معياراً للنجاح، بحيث كلما كانت درجاتهم جيدة كلما اطمأنت قلوبهم وشعروا بأنهم حققوا إنجازاً ما. ومع ذلك فإن جميع الدرجات ذاتية ولا تعتمد فقط على جودة المعرفة، بل تفسرها عوامل أخرى متعددة مثل شخصية المعلم ومزاجه. في الجانب الآخر، نجد أن الطلاب المهملين، أو الكسالى في المصطلح الدارج، لا يولون أهمية إلى الدرجات ولا ينظرون إليها كمرادف للنجاح بالضرورة. وعند متابعة الطريق نحو أهدافهم، فهم لا يبحثون عن اعتراف الآخرين، بل يهتمون أكثر بمقدار الرضى الذاتي الذي يترتب عن أفعالهم.

لا يحاولون الظهور بشكل جيد

بالنسبة للطلاب المجدين، غالباً ما يكون من المهم جداً ترك انطباع جيد لدي مدرسيهم. وهذا هو السبب الرئيسي في أنهم يحرصون على المشاركة في جميع الأنشطة والنقاشات، حتى عندما لا يكونون مهتمين بموضوعاتها أصلاً. أما الطلاب المهملون، فلا يحاولون إقناع أي شخص بأي شيء. وعلى الرغم من أنهم يحترمون المعلمين إلا أنهم لا يفعلون الأمور التي لا يحبون القيام بها. وفي كثير من الأحيان، لا يستطيع هؤلاء الأشخاص التخلي عن هذه العادات السلوكية حتى في علاقاتهم مع رؤسائهم في العمل لاحقاً.

لا يفعلون كل شيء بمفردهم

يلتزم العديد من الطلاب المجدين بالقاعدة التي تقول: “إذا كنت تريد القيام بشيء ما، فافعله بنفسك”. وهذا لأنهم اعتادوا على الحضور بنسبة 100 في المائة والتحكم في كل شيء بأنفسهم. وفي المقابل، يستخدم الطلاب المهملون أشخاصاً آخرين للحصول على ما يريدونه. وفي الحياة المستقبلية يلتزم الناس في الغالب بهذه الأنماط: فبينما يرهق البعض أنفسهم من خلال تحميل أنفسهم أكثر مما يطيقون، يقوم آخرون بتفويض مهامهم لمن حولهم.

لا يضيرهم أن تكون لديهم نواقص

يلتزم بعض الناس بمبدأ: “إما أن أفعل ذلك بشكل مثالي أو لا أفعله على الإطلاق”. ولكن العيش وفق هذه الطريقة أمر صعب للغاية، لأن النجاح في كافة المجالات غاية مستحيلة لا تدرك. يقضي الناس سنوات في طريق مهني مسدود محاولين العمل بجهد أكبر، دون أن يجرؤوا على التفكير بشكل مختلف ومحاولة القيام بالأعمال التي يحبونها حقاً.

إليك مثالاً عن ذلك: “كنت أذهب إلى مدرسة للفنون، وكان هناك فتى موهوب للغاية، لكنه لا يحقق نتائج جيدة في المدرسة الثانوية. ولم يمنعه هذا من أن يصبح أحد أفضل فناني الغرافيتي في البلاد، وهو الآن يعمل مع أناس من جميع أنحاء العالم. ولو كان ينشد الكمال ويهتم كثيراً بدرجاته المدرسية، لما تم اكتشاف موهبته على الإطلاق”.

لا يكلفون أنفسهم ما لا يطيقون

لا يجبر الطلاب المهملون أنفسهم على فعل أشياء لا يرغبون بها، خاصة الأشياء التي يعتقدون ألا طائل من ورائها. وبدلاً من ذلك، فهم يركزون على الأمور التي تهمهم بالفعل، بينما يستمر الطلاب المجتهدون في تعلم الأشياء فقط ليصبحوا طلاباً أفضل.

وفي وقت لاحق، غالباً ما يضيع الطلاب المجدون سنوات من حياتهم في علاقات مهنية عقيمة ووظائف غير واعدة. وإليكم قصة توضح المنطق السيئ لدى بعض الطلاب، كما رواها صاحب إحدى الشركات المعروفة: “تنقلت بين 7 مدارس مختلفة وكنت دائماً نموذجاً للطالب الكسول. لم أرغب في دراسة المواد التي لم أكن مهتماً بها. وفي مرحلة ما من حياتي، توقفت عن حضور حصص الرياضيات. ولكن في الوقت نفسه، كنت أقرأ الكثير من الأشياء التي تشدني، وكنت ألجأ إلى الإنترنت عندما لا أجد المعلومة الشافية عند أساتذتي. كنت أقضي وقت فراغي على الإنترنت، ألعب على الكمبيوتر أو أطالع كتاباً أو أتمشى خارجاً”.

لديهم أشياء أخرى للقيام بها بدل الواجبات المدرسية

يقضي الطلاب المهملون وقت فراغهم بالطريقة التي يريدونها: فيقرؤون ما يعجبهم أو يمارسون الرياضة أو يعزفون الموسيقى أو يرقصون أو يلعبون مع أقران آخرين. وبالاستناد إلى علماء النفس، غالباً ما يجد الطلاب المجتهدون صعوبة في الاسترخاء لأنهم متوترون على الدوام، ليس فقط عقلياً، ولكن أيضاً على المستوى النفسي. ولسوء الحظ، تبقى هذه المشكلة ملازمة لهم حتى عندما يكبرون، حيث يشعرون في غالب الأحيان بالقلق، لأنهم يخافون من عدم القدرة على تلبية سقف توقعات الآخرين.

لا يبالون كثيراً بالنجاح ولا بالفشل

من منا لا يعرف أشخاصاً يواجهون صعوبة في تقبل الفشل؟ إنهم يتعاملون حتى مع أصغر الأخطاء على أنها مشاكل كبيرة ويصنعون من الحبة قبة كما يقال. لكن الطلاب المهملين، الذين اعتادوا الحصول على درجات متذبذبة، لا ينظرون إلى هذه العلامات (وإلى الفشل عموماً) وكأنها نهاية العالم. ولهذا، تجدهم في الحياة الواقعية يحسنون تدبير فترات الإجهاد والتوتر بشكل أفضل، ويعودون إلى السكة بعد الكبوات بسهولة وقوة عزيمة.

إنهم على استعداد لتحمل المخاطر

يجد الأشخاص الذين لم يحققوا نجاحاً كافياً في مسارهم الدراسي، أنفسهم مضطرين للتكيف مع مواقف الحياة طوال الوقت. فيسمحون لأنفسهم بالحلم وعدم الالتزام بخطط المستقبل التي ترسمها لهم الأسرة. وهذا ما يجعلهم يتعاملون لاحقاً مع أخطائهم بشكل أفضل. فإذا كانوا يرغبون في ترك مقاعد الدراسة، أو تغيير الوظيفة أو الانتقال إلى بلد آخر، فسوف يفعلون ذلك بأخف الأضرار: إنهم يصغون لأنفسهم وفق الطريقة التي تناسبهم وتلبي رغباتهم.

هل درست برفقة طلاب مهملين في مختلف مراحلك التعليمية؟ ترى كيف صارت أحوالهم الآن؟ أخبرنا رأيك في المقالة وقصص هؤلاء في قسم التعليقات!

شارك هذا المقال