الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

7 مصائد عقلية خطيرة يمكن أن تسحبنا إلى الحضيض

نميل للاعتقاد بأن المحددات التي تحكم أفعالنا وسلوكنا هي المنطق والتفكير العقلاني في الغالب. ولكن عند النظر عن كثب، سيتبين أننا غير عقلانيين بالكامل كما نعتقد. غالباً ما نقع فريسة للصور النمطية والمسميات الجاهزة، في محاولة الدماغ لتقليل الجهد المبذول في التفكير، مما يؤدي في النهاية إلى تشوّهات معرفية تجعل حياتنا أقل متعة.

لقد لفت انتباهنا في الجانب المشرق الأثر الذي تخلفه المغالطات المعرفية على حياتنا في حال عدم اكتشافها في وقت مبكر. ولهذا قررنا أن نشارككم معشر قرائنا الأوفياء أكثر هذه التأثيرات شيوعاً.

تأثير الهالة

تأثير الهالة هو أن نبدي رأياً غير موضوعي حول شخص أو شيء أو ظاهرة ما، بناءً على سمة واحدة فقط في الشخصية أو المظهر. والحالة الأكثر شيوعاً لهذا التأثير هي الصورة النمطية للجاذبية الجسدية. وهذا يعني النظر إلى الأشخاص الأكثر جاذبية على أنهم أكثر لطفاً وذكاء، حتى لو لم يكن هناك دليل مباشر على ذلك.

ويكمن خطر هذه المصيدة في أنها تحدّ من قدرتنا على رؤية الناس (أو المواقف) بوضوح وعقلانية. ونتيجة لذلك، قد نكون مخطئين بشأن نوايا شخص ما صادق، فيما نثق في شخص لا يستحق الثقة.

مفارقة أبيلين

تظهر هذه المفارقة عند بعض الناس، وذلك عندما تقرّر مجموعة من النّاس بشكل جماعي مسار عمل لا يتطابق مع تفضيلات العديد من الأفراد في المجموعة أو كلهم. قد يحدث هذا في العمل، مثلاً عندما يعتقد الجميع أنهم سيتركون انطباعاً سيئاً أو يظهرون كسالى في أعين زملائهم أو رؤسائهم إذا لم يرغبوا في العمل يوم العطلة، وهكذا ينتهي الأمرُ بالجميع بالذهاب إلى العمل في ذلك اليوم، على الرغم من عدم رغبة أحد في ذلك في الأصل.

يكمن سبب هذا التناقض في ضعف التواصل بين الناس. وهذا دليل آخر على أنّ الصدق يمكن أن يساعد على منع حدوث مثل هذا الفهم الخاطئ.

قراءة الأفكار

يظهر هذا التّشوه المعرفي في معظم العائلات. حيث نعتقد غالباً أنّنا نعرف ما يفكر فيه الآخرون بخصوصنا. وكثيراً ما نكون متأكدين من أنّهم يفكرون في شيء سيء. وأسوأ ما في الأمر، أننا إذا لم نضع حداً لهذه الأفكار في الوقت المناسب، فقد نبدأ بالتّصرف بطريقة معيّنة لجعل الناس يحبّوننا، وهو ما سيؤدي في النّهاية إلى نتيجة عكسية.

عندما نستسلم لهذه الأفكار، فمن المرجّح أن نتوصل إلى استنتاجات خاطئة حول الأشخاص ودوافعهم. وفي هذه الحالة، يغلب علينا القلق، الذي يقودنا في نهاية المطاف إلى الإرهاق.

نقد الذات

الاعتقاد بأن النقد الذاتي مفيد لنا لأنه يحفزنا على القيام بشيءٍ جديد، هو فخ شائع آخر. إنّه يؤدي إلى الشعور بالذنب وغيره من المشاكل النفسية الأخرى.

نقد الذات ليس سوى علامة على سوء تقدير الذات. ويؤدي الحوار الداخلي السلبي أيضاً إلى تشوّه آخر في الإدراك، وهو الترشيح السلبي، الذي يجعلنا نتجاهل جميع المعلومات الإيجابية المرتبطة بموقف معين، وبدل ذلك، نركز على الأمور السيئة. وهكذا نبدأ في التشكيك في كل نجاحاتنا والتركيز على الإخفاقات.

تأثير بحيرة وبغون Wobegon

اسم آخر لهذا التأثير هو “تأثير الثقة المفرطة”. على عكس النقد الذاتي، فهو وهم إيجابي حيث يقيّم الناس أنفسهم على أنّهم "أفضل من المتوسط"، لكنه لا يزال يؤدي إلى استنتاجات خاطئة لا علاقة لها بالواقع.

يمكن أن يؤدّي هذا التشويه المعرفي إلى نتائج مختلفة جداً. في أسوأ الحالات، يمكن للأشخاص التّوقف عن تحسين مهاراتهم لأنهم يعتقدون أنهم بالفعل أفضل من الجميع، الأمر الذي سيقلل من فرصهم في النجاح.

تأثير الإجماع الخاطئ

على عكس مفارقة أبيلين، فإن تأثير الإجماع الخاطئ يكون عندما نعتقد أن معظم الناس يشاركوننا آراءنا. وغالباً ما نردد عبارات من قبيل: “الجميع يفعل هذا” أو "يعيش معظم الناس على هذا النحو"، على الرغم من عدم وجود بيانات إحصائيّة تثبت ذلك.

من المثير للاهتمام أنّ من يعانون من تأثير الإجماع الخاطئ، يعتقدون أن أي شخص آخر عنده رأي مختلف هو على خطأ بالفعل. لذلك، عندما يكون لدى المرء هذا التشوّه المعرفي، يصبح من الصعب عليه التفكير بشكل نقدي وقبول وجهات نظر الآخرين، حتى لو كانت حججهم أبلغ.

بقعة عمياء

الآن بعد أن اطلاعك على هذه المصائد العقلية، ربما تعتقد أنها لا تنطبق عليك. حسناً، قد يكون هذا صحيحاً.

لكن يجب عليك أن تتذكر أن الدراسات العلمية تُظهر أن حتى أكثر الناس عقلانية يرتكبون أخطاء، وقد يجدون أنفسهم في هذه المصائد. لذلك لا تنسَ التمحيص في تجاربك وتحليلها بشكل مناسب.

هل تعرف أية مصائد عقلية أخرى؟ نرجو أن تحدثنا عنها في قسم التعليقات أدناه.

الجانب المُشرق/علم النفس/7 مصائد عقلية خطيرة يمكن أن تسحبنا إلى الحضيض
شارك هذا المقال