الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

هذا ما سيحدث لو علّمنا الفتيات التحلّي بالشجاعة بدلاً من الهوس بالمثالية

تختلف المناهج التي نستخدمها في تربية أبنائنا وبناتنا. وفي بعض الأحيان، تتأثر أساليبنا التربوية بمجموعة من الأفكار النمطية التي نستخدمها دون وعي منا، حيث نتوقع أن يتحلى الأولاد بالإقدام والشجاعة، بينما يُطلب من الفتيات التحلي بالهدوء والآداب المثالية. وهذا التمييز يمكن أن يؤثر سلباً على مستقبل أطفالنا.

لقد تفحصنا في الجانب المُشرق نتائج مجموعة من الأبحاث، لنكشف لقرائنا أننا إذا قمنا بتربية الفتيات على الشجاعة، فسنتمكن من تجهيزهنّ للنجاح والسعادة.

محاولة التظاهر بالمثالية ليست صحية

يقال إن “المواظبة على الشيء تقود إلى إتقانه” ولكن هل نحتاج بالفعل إلى أن نبلغ درجة الكمال في جميع مناحي الحياة؟ إن السعي نحو الكمال، حسب علماء النفس، ليس بالأمر الصحي لأنه يتغذى على خوفنا من ارتكاب الأخطاء، وعندما نخاف، نعجز عن اتخاذ القرارات الصحيحة والعقلانية. وبالتالي، فإنك حين تشجع أطفالك على أن يكونوا مثاليين، أنت تعلمهم الخوف من ارتكاب الأخطاء.

ولكن التجارب علمتنا أن تجنب الأخطاء مستحيل في الحياة الواقعية، ولهذا فعندما يخطئ أطفالك، ستريد لهم أن يجدوا طريقاً للخروج من المأزق الذي وقعوا فيه، لا أن يشعروا بالإحباط من حقيقة أنهم ارتكبوا الخطأ.

الثقة بالنفس أقل عند الفتيات خصوصاً

لقد ثار النقاش حول فارق الثقة بالنفس بين الجنسين قبل زمن بعيد، ولكن دراسة حديثة تؤكد أن النساء أكثر عرضة لتقييم أدائهن بطريقة تصفه على أنه ضعيف مقارنة بالرجال. لقد أجريت الدراسة على 4000 مشارك لتحديد ما إذا كانت هناك فجوة في الثقة والاعتزاز الذاتي بين الرجل والمرأة، فأظهرت النتائج أن النساء لا تنقصهن الثقة فحسب، بل ويروّجن لأنفسهن بشكل أضعف، حتى عندما يعرفن على وجه اليقين أن أداءهن لا يقل جودة عن أداء الرجال.

تحدثنا ريشما سوجاني، وهي محامية وناشطة ومؤسِّسة منظمة غير ربحية تسمى Girls Who Code، عن تجربتها الخاصة، فتقول: “علموا الفتيات الشجاعة، وليس التظاهر بالمثالية”. موضحة أن الفتيات، أثناء عملية التعلم، يكن خائفات من ارتكاب الأخطاء، مما يجعلهن يفضلن عدم المبادرة على المحاولة والفشل، لأن ليس أمامهن سوى “الكمال أو الإحباط!”.

وحتى لا تحرم ابنتك من مختلف الفرص في الحياة، يجب أن تعلمها المخاطرة والتعبير عن نفسها وتقييم قدراتها بشكل مناسب.

التخلص من الصور النمطية

أحد الأسباب الرئيسية لانعدام ثقة الفتيات بأنفسهن هي الصور النمطية التي تسود المجتمع. حيث يتوقع أن تكون النساء جميلات وهادئات وضعيفات في الرياضيات، بينما الرجال أقوياء وشجعان ويجرون العمليات الحسابية بسرعة في أذهانهم.

يمكن لهذا الإطار النمطي التأثير على تصور المرأة لقدراتها بشكل كبير. وقد أظهرت الأبحاث التي أجريت لتحديد كيفية إدراك الناس لقدراتهم أن النساء أكثر عرضة للتقليل من شأنهن في أيّ مجال يُزعم عموماً أنه ذكوري. وبهذا الخصوص، قال أحد الباحثين أن: “القوالب النمطية المبنية على الجندر تشكل معتقدات الناس عن أنفسهم وعن الآخرين”.

تغيير طريقة مخاطبة الفتيات

تبين الأبحاث أننا غالباً ما نتحدث مع الفتيان والفتيات بطريقة مختلفة. بينما نمدح الأولاد من أجل “المحاولة الجادّة” أو "بذل الجهد“، تتم الإشادة بالفتيات لكونهن “جيّدات” أو “مثاليات” أو “ذكيات”. ولكن، علينا التوقف عن إصدار الأحكام وفق هذا التصنيف، ومدح البنات أيضاً على جهودهن التي ليس من الضروري أن تكون نتائجها "جيدة"، بل يجب تشجيعهن على بذل الجهد لتحقيق الأهداف التي يسعين إليها.

هل بناتك الصغيرات شجاعات بما فيه الكفاية؟ ما الذي تفعله لتشجيعهن على اكتساب الثقة بالنفس؟ شاركونا بأفكاركم في قسم التعليقات أدناه.

الجانب المُشرق/علم النفس/هذا ما سيحدث لو علّمنا الفتيات التحلّي بالشجاعة بدلاً من الهوس بالمثالية
شارك هذا المقال