الحيوانات

قبل آلاف السنين، لم ير الناس غرضاً من الحيوانات سوى للاستفادة من خدماتها للبقاء على قيد الحياة. أما اليوم، فقد تطورت العلاقة بيننا وبين هذه الكائنات بصفة ملحوظة، وأصبحت مصدراً للصداقة والحب والمرح.لهذا السبب، أعددنا في الجانب المُشرق 17 مثالاً يُظهر لنا الجوانب المميزة لهذه المشاعر الفريدة التي تزين بها الحيوانات حياتنا.

يقولون إن الأبناء هم زهور الحياة، ولفهم هذه العبارة، عليكم أن تصبحوا أمهات أو آباء. وحتى حينها يستغرق الأمر بعض الوقت، لأن عليكم اجتياز الكثير من المطبات فلا يتبقى لكم الوقت للتفكير. وهذه النظرية لا تنطبق على البشر فحسب، بل على الحيوانات أيضاً.

قد يأتي الذهاب للحلاق أحياناً بنتائج صادمة، فما بالك بحلاق الحيوانات. لا تعرف حقاً إذا كانت التجربة ستعيد إليك حيواناً أجمل، أم ستندم على ذهابك إلى الصالون من الأساس، لكن بعض الناس في هذا الموضوع قرروا أن بإمكانهم حلاقة شعر حيوانهم أفضل من المحترفين، ولم يدركوا خطأهم حتى فات الأوان.

مثل الأطفال، تشعر الحيوانات أحياناً بأن التصرف المهذب طوال الوقت أمر ممل. ولهذا تبدأ في العودة إلى طبيعتها العفوية بين وقت وآخر، دون أن تفقد جاذبيتها الساحرة. ولا نملك في هذه الحالات إلا أن نتركها على راحتها، والاستمتاع بالمشاهد المضحكة.

الحيوانات كائنات لطيفة تعيد إليك الحب والاهتمام لا شعورياً حتى لو لم تكن في حالة مزاجية جيدة. لدرجة أن الأبحاث قد أظهرت أن الصداقة مع الحيوانات تدوم طويلاً، لدرجة أنه يمكن لحيوانك الأليف أن يصبح توأم روحك، حتى لو لم يكن قادراً على الكلام.

لا شك أن الحيوانات الأليفة هي أفضل أصدقاء للبشر. فهي ظريفة ومخلصة ويمكنها رسم الابتسامة على وجوهنا، فقط من خلال السماح لنا بمداعبتها. لكن هذا مجرد جانب واحد فقط من تربية الحيوانات الأليفة، ففي كثير من الأحيان، يمكنها أن تكون شريرة للغاية وتتصرف وكأن المنزل بأكمله تحت إمرتها.

اعتدنا أن نرى مظاهر الحب الشديدة من الحيوانات الأليفة لأصحابها الآدميين، لكن يبدو أن بعض الحيوانات لا تقتصر مشاعرها على البشر فقط، وأن لديها موهبة طبيعية في تكوين الصداقات مع الكائنات الأخرى، أو حتى الجمادات في بعض الأحيان. قد نجد هذا الترابط مضحكاً أو حتى مقلقاً في البداية، لكنه سرعان ما يثبت لنا أن الحيوانات لديها قلوب كبيرة، وأن الحب لغة عالمية لا تحتاج مترجماً ولا مدققاً.

حتى أكثر الحيوانات الأليفة هدوءاً ونعومةً قد تتحول إلى مخلوقات مشاغبة من وقت إلى آخر. فهي تحب كثيراً أكل الورق، وتحطيم أواني الزهور، وخدش الأغراض والأرائك. وهناك أخرى تحب اقتحام منزلك لتفعل ما يحلو لها رغم أنك تراها لأول مرة في حياتك.

يصعب ألا تلاحظ العلامات والإشارات التي تدل على العلاقة الخاصة التي تجمعك بحيوان أليف، فيكفي أن تنظر إلى عينيه اللتين تشعان بالسعادة وذيله الذي يهزه فرحاً بلقائك، لتتيقن بأنك قد وجدت أنيسك ورفيقك في الحياة. لحظات التواصل الحقيقية بين الإنسان والحيوان هي مشاهد تذوب لها القلوب، وربما هي نادرة الحدوث، لكن إذا مررت بها، كن على يقين بأن صديقك الأليف سيبقى معك عمراً بأكمله.

يعرف أصحاب الحيوانات الأليفة مقدار الدمار والخراب الذي يمكن أن يحدثه رفاقنا الظرفاء. غالباً ما يتسبب الفضول والغريزة الطبيعية في وقوع حيواناتنا في المشكلات، مما يترك مهمة تنظيف الفوضى اللامتناهية على عاتقنا. ولكن رغم تصرفاتها الخارجة عن السيطرة، تلين قلوبنا أمام وجوهها اللطيفة فنتجاوز عن أفعالها الشقية مهما كانت.

من الضروري التحلي بالمسؤولية عند تربية الحيوانات الأليفة، فهذا يعود بالنفع على الجميع. والحيوان الذي كان شريداً أو يعيش في ملجأ، قد يخطف قلوب الناس الذين يريدون فتح أبواب بيتهم له. وعندما يحدث هذا، تظهر السعادة على وجوه الطرفين، الحيوانات والبشر.

طبقاً للعديد من التقديرات، هناك 40 إلى 70 سلالة من القطط، و390 إلى 400 سلالة من الكلاب. لكن أحياناً، نرى حيوانات مذهلة لدرجة أننا نبدأ في الشك في تلك الإحصائيات، وإن كنا نشعر بالامتنان لمالكيها لمشاركة صورها معنا.

لعالم الحيوانات الأليفة غرائبه أيضاً، فقد تظن أن صورة القطة ذات الذيلين أو الكلب ذي اللسان الضخم والأنف الطويل هي خدع بصرية، لكن هذه الحيوانات الفريدة حقيقية وتثبت لنا دوماً أننا لم نر كل شيء بعد.

يعلم أصحاب الحيوانات الأليفة في الغالب أن أصدقاءهم الصغار يمكن أن يصبحوا أحياناً فضوليين ونشيطين أكثر من اللازم. يجب تفريغ الطاقة الزائدة بالطبع كما تعلمون، لكن عليكم أن تحذروا، لأن أصص النباتات والوسائد والأسلاك وبعض الأغراض الأخرى قد تعاني بشدة.

يمكن استخدام فن الرسم بأساليب كثيرة، لذا قررت الفنانة أليسيا سيولو أن تحول الحيوانات الأليفة إلى شخصيات من أفلام ديزني. أليسيا فنانة إيطالية تبدع رسومات متحركة وقصصاً مصورة رائعة، بشخصيات من طراز ديزني باستلهام صورٍ عادية لحيوانات أليفة. نعلم جميعاً مدى رقة ووداعة الحيوانات، ويصعب وصف ذلك بالكلمات، ولذا قررت أليسيا التعبير عن طبيعة الحيوانات الحقيقية بطريقة لطيفة ومميزة.

ينجح أصدقاؤنا ذوو القوائم الأربع بنظراتهم البريئة في جذب انتباهنا وإضفاء السعادة على حياتنا. حتى عندما يحولون حياتنا المنظمة إلى فوضى، ويفسدون صورنا المثالية بأشكالهم المضحكة، ما زلنا نحبهم دون حدود، ونشعر أنهم من أفراد أسرتنا.

تستطيع الحيوانات الأليفة التعبير عن مشاعرها تماماً مثل بني البشر، وهي تفعل ذلك أحياناً بأفعالها وأحيانا بمجرد نظرة عين. وعلى الرغم من أنها غير قادرة على الكلام، إلا أنها تعرف بالتأكيد كيف تحصل على ما تريد منا، ويمكنها أن تشاركنا مشاعرنا كما لو كانت تفهمها تماماً.

بمجرد استقبال كلب أو قطة في المنزل يتغير كل شيء. فيجب عليك أن تمنح كلبك هدايا الطعام يومياً، وأن تتحمل كل التصرفات الغريبة لقطتك، وأن تتوقف عن عدّ جرذان الهامستر التي تتكاثر بسرعة مخيفة. وقد شارك مستخدمو تويتر قصصاً مرحة عن حيواناتهم يتفهمها جيداً كل من ربى كلباً أو قطة من قبل.

تتعلق الحيوانات بنا بسهولة، خاصةً عندما نهتم بها ونعيش معها في مكانٍ واحد. تتجسد قوة هذه العلاقة حين نجدها بجوارنا دائماً أثناء مرضنا وعندما نمرُّ بأوقات عصيبة. أو حين نجدها تحدّق بنا بأعين تفيض بالحب الذي لا يمكنها التعبير عنه بالكلمات. لكنها لا تكتفي بتلك النظرات، بل تحاول إثبات إخلاصها لنا بكل الطرق الممكنة. صداقة الحيوانات الأليفة تعني أنك ستنعم بالحب طوال الوقت.

تستضيف الشوارع، وربما الملاجئ، حيوانات جديدة كل يوم، تعاني في سبيل البقاء على قيد الحياة. لكن بعضها يكون محظوظاً حين ينتهي به المطاف في أحد المنازل الدافئة وسط مشاعر حب ورعاية من أصحابه الجدد.