الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

لماذا يتعمّد عدد أكبر من الآباء والأمهات تغطية ملامح أطفالهم على مواقع التواصل؟

في يوليو من عام 2021، نشرت عارضة الأزياء جيجي حديد، رسالة على صفحاتها بوسائل التواصل الاجتماعي، طلبت فيها من الصحافة والمصورين والمعجبين طمس معالم وجه ابنتها الصغيرة في الصور. وقد أضحى المزيد من الآباء والأمهات، حتى من المشاهير، يقومون بحجب ملامح أطفالهم أو تغطية وجوههم بالرموز التعبيرية في الصور قبل نشرها على منصات التواصل الاجتماعي، بينما يعرض آخرون لقطات لأطفالهم من الخلف فقط أو لا يظهرونهم على الإطلاق.

في الجانب المُشرق، قمنا بمحاولة استيضاح الأسباب التي تجعل المزيد من الآباء والأمهات يأخذون خصوصية أطفالهم على محمل الجدّ عند نشر الصور العائلية على وسائل التواصل الاجتماعي.

يحق للأطفال أن يتخذوا بعض القرارات بأنفسهم

في رسالتها الموجهة إلى الصحافة والمصورين وبقية المعجبين، قالت جيجي حديد إنها لا تريد أن يظهر وجه ابنتها الصغيرة “خاي” في الصور. وأوضحت عارضة الأزياء الشهيرة أنها تبذل قصارى جهدها لحماية طفلتها من خلال عدم إظهار ملامحها، لكنها لا تستطيع منع ذلك في جميع الصور. وقد طلبت جيجي من الأشخاص الذين يستخدمون هذه الصور أن يطمسوا فيها ملامح الصغيرة، موضحة أهمية ذلك بقولها إن الأمر يتعلق بابنتها وهي التي ستقرر ما تريد مشاركته عن نفسها.

"تعلمون أننا لم نتعمد قط نشر صورة لوجه ابنتنا على منصات التواصل الاجتماعي. نحن نتمنى أن تتمكن بنفسها من اختيار كيف ستشارك صورها مع العالم عندما تبلغ السن المناسب، ونرجو أن تعيش طفولتها بشكل طبيعي قدر الإمكان، دون أن تقلق بشأن صورة عامة لم تختر نشرها"، كما قالت جيجي.

هناك أمهات وآباء مشهورون آخرون يختارون إخفاء ملامح أطفالهم عن الجمهور، وكريستين بيل واحدة منهم. فهي غالباً ما تستخدم الرموز التعبيرية لتغطية وجوه أطفالها في الصور التي تشاركها على وسائل التواصل الاجتماعي، وتفعل ذلك من نفس المنطلق، فهي تريد أن يتخذ أطفالها خياراتهم بأنفسهم عندما يحين الأوان. "لقد اخترت مهنة تجعلني محطّ عيون الجمهور، اخترت أن يتم تقليدي، اخترت التقاط صوري... ولكنني لا أعرف بعد ما إذا كان أطفالي يريدون ذلك لأنفسهم أيضاً“، تقول كريستين، كما وتؤكد: “ليس لدي هذا الحق في الاختيار نيابة عنهم”.

الأمر يتعلق بالخصوصية

يحثّ المدافعون عن حقوق الأطفال جميع الوالدين إلى التفكير ملياً قبل مشاركة أي معلومات تخص أطفالهم، بما في ذلك صورهم، مع بقية العالم. وذلك نظراً لوجود تعارض بين حق الأطفال في الخصوصية وحق والديهم في النشر. يعتقد الخبراء أنه من المهم أن تسأل طفلك عما إذا كان يريد مشاركة صوره مع العالم أم لا، فمثل هذه المحادثات ستمنح الأطفال الشعور الضروري بالاستقلالية والاحترام والدعم الأسري، وتساعدهم على تطوير هوياتهم الخاصة والعامة.

ويتعلق بالحماية والأمان

من الأسباب الأخرى التي تجعل العديد من الأمهات والآباء يفضلون إخفاء وجوه أطفالهم، أن المبالغة في نشر الصور الخاصة قد تكون أيضاً خطيرة، فأنت لا تعرف أبداً من سينظر إلى صور أطفالك أو كيف سيستخدمها. ولسوء الحظ، هناك أشخاص على الإنترنت قد يفكرون أو يحاولون إيذاء طفلك، وهذه الصور التي تشاركها بحسن نية لتظهر للعالم كم هو لطيف صغيرك، وجميل وذكي وموهوب، يمكن استخدامها من قبل الآخرين بطرق لم تخطر لك على بال.

لكل أم وأب دواعي خاصة تحدد مدى مشاركتهما لصور أطفالهما على منصات التواصل الاجتماعي. ولكن مهما كانت هذه الأسباب، فقد يكون من الجيد تحديد بعض المعلومات التي لا يجب أن نشاركها مع العالم. لقد تحدثنا سابقاً عن أنواع صور الأطفال التي من الأفضل عدم مشاركتها في مكان عام في هذه المقالة، ونأمل أن يكون دليل الأمان هذا مفيداً للأمهات والآباء الذين يحبون نشر كل شيء عن أطفالهم.

هل تشارك صور أطفالك على وسائل التواصل الاجتماعي؟ هل تظهر وجوههم؟ لماذا أو لم لا؟ دعونا نناقش إيجابيات وسلبيات هذا النوع من “المشاركة” في التعليقات!

مصدر صورة المعاينة Shutterstock.com
شارك هذا المقال