الأطفال والعائلة

إن تربية الأطفال لا تحتاج إلى الكثير من الحب فحسب بل كماً هائلاً من الصبر أيضاً. ففي كثير من الأحيان، لا يمكن التنبؤ بما قد يفعله الأطفال، لذلك من الصعب منع بعض الحوادث أو تجنبها.

قد تكون رعاية الأطفال، أبوة وأمومة، من أصعب الوظائف في العالم. وهذا لا ينطبق على الحياة الواقعية فحسب، بل في القصص الخيالية كذلك. لا أحد يضمن عدم ارتكاب الأخطاء، ولا يوجد دليل تربوي يحدد بوضوح كيفية التصرف في كل موقف على حدة، رغم بعض التوصيات والتجارب السابقة، التي يمكن أن تفيدنا على كل حال.

من المؤكد أن مصطلحات “السنة الثانية المزعجة” و"السنة الثالثة المتعبة" قد صيغت لسبب مقنع. حيث يتصرف الأطفال الصغار بعصبية خلال هذه المرحلة، بينما يبدأون في استيعاب المشاعر وتطوير تفكيرهم المستقل. ولا شك أن عدم القدرة على التنبؤ بسلوك الطفل ترجع جزئياً إلى أن ألسنة الأطفال تنطق مباشرة بما يدور في خاطرهم، دون تنميق أو مجاملات. ونتيجةً لذلك، يجد الآباء والأمهات أنفسهم وسط معضلات مضحكة أو في مواجهة أسئلةٍ سخيفة بصفة يومية.

من بين استعدادات الآباء والأمهات لاستقبال مولودهم الجديد هو تهيئة غرفة حضانة جميلة ومريحة، حيث يطلون جدرانها بألوان الباستيل ويزينون أركانها بدمى الحيوانات المحشوة ويضيفون إكسسوارات لطيفة. ولكن ما يجهلونه في أغلب الأحيان هو أنهم لن يكونوا قادرين على استغلال هذه المساحة إلا عندما يبلغ طفلهم عامه الأول.

يقول 54٪ من آباء هذا الزمن جملة “أنا أحبك” لأطفالهم بشكل متكرر أكثر من والديهم. في الواقع، لم تكن الأبوّة يوماً مهمة سهلة، لكن بعض آبائنا يجعلونها تبدو بسيطة للغاية. والمثير للدهشة أن 64٪ من الآباء أفادوا أنهم لا يريدون أية هدايا تُثبت لهم أنهم “أفضل أب في العالم”. فقد كشفت إحدى الدراسات أن الهدية التي يتوق آباؤنا إلى الحصول عليها هي مجرد مكالمة هاتفية بسيطة منّا.

يدرك كل أب وتدرك كل أم أن الحياة مع الأطفال مليئة بالتقلبات. ودائماً ما تأتي الأيام معهم بالأحداث الجديدة والمثيرة الجديرة بالذكر: من غسل اليدين إلى تناول حبوب الإفطار. وتثبت لنا تلك التغريدات التي كتبها الآباء والأمهات أنهم يستحقون مساحة أكبر لنشر مغامراتهم مع أبنائهم على مواقع التواصل الاجتماعي.ندرك في الجانب المُشرق أن تربية الأبناء تصبح أكثر متعة عندما تضحك على كل الأحداث الغريبة والمجنونة التي تحدث كل يوم. ولهذا السبب جمعنا لكم قائمة بأكثر تغريدات الآباء والأمهات مرحاً، والتي تثبت أن الحياة مع الأطفال مغامرة مليئة بالمفاجآت.

يأتي الأفراد الصغار في أسرتنا ويقولون أشياء حمقاء، مما يجعلنا ندخل في نوبات ضحك. وفي الوقت نفسه، هناك أفراد بالغين في الأسرة يضحكوننا كالممثلين الكوميديين، مما يجعل كل تجمع أسري عرضاً كوميدياً. ولحسن الحظ، يقوي الضحك الصلات الأسرية بين الأشخاص، مما يقلل من الملل.

تختلف العائلات في الأشكال والأحجام، وحتى في جوّها العام. فبعض العائلات تستمتع بتدبير المقالب المضحكة في جميع الأوقات، بينما بعضها الآخر يشعر بالملل والضجر في لمح البصر. ولكن رغم هذه الاختلافات، نجد أن جميع الناس على استعداد لبذل جهد إضافي لإسعاد أحبائهم. ولهذا لا يفوّت الناس الفرصة لالتقاط صور لأفراد عائلاتهم، لأنها تخلّد أغلى اللحظات التي عاشوها معاً وتذكرهم بها بعد مرور سنوات عديدة. وفي الواقع، يمكن أن تكون مشاركة الذكريات مهمة في التطور النفسي للأطفال، بقدر أهميتها في حماية ذكريات الكبار.

تتميز العائلة القوية بحبٍ وتضامنٍ غير مشروطين. وربما يعتبر امتلاك وسائل تواصل صحية وتشارك اللحظات معاً من الأمور الضرورية لبناء الروابط بين أفراد العائلة، لكن دعمهم لبعضهم ودفاعهم عن بعضهم، خاصةً في الأوقات الحرجة، هي أمور ضرورية أيضاً لجعل تلك الروابط أقوى وغير قابلةٍ للكسر.

إلى جانب نجاح ويل سميث في هوليوود وكونه أحد أكثر النجوم المؤثرين، تبرز أيضاً علاقته بولديه وابنته كأب محب متفان، لكن لم تبدأ رحلته في الحياة بهذه السهولة. فقد عاش طفولة صعبة بسبب والده الذي توفي عام 2016، فبسببه أراد ويل أن ينشئ عائلة في سن مبكرة للغاية. فقد أراد التعلم من أخطاء والده، وتوفير والداً مثالياً لم يتوفر له لأبنائه.

لا شك أن الأبوة تعتبر متعة كبيرة سواءً كنت مشهوراً أم لا، لكنها تحمل في طياتها أيضاً مسؤوليةً كبيرة لا يمكن الاستخفاف بها، خاصةً في حال كان الأب يربي أطفاله بعد انفصاله عن الأم. ومع ذلك، فقد يساعده الأمر على بناء رابطٍ لا ينكسر مع أطفاله. وستزداد قوة هذه العلاقة مع مرور الوقت بالطبع، حين يدرك الأطفال حجم التضحيات اللازمة من أجل أن يصبح الأب نموذجاً يحتذى به.

رغم السمعة السيئة التي تروج هنا وهناك عن عائلة الزوج أو الزوجة في بعض الأحيان، إلا أنهم ليسوا دائماً سيئين كما قد يخشى المرء. وعلى أي حال، يظل من المطمئن معرفة وجود أشخاص يهتمون حقاً بأفراد عائلتهم ويتمتعون بعلاقات قوية مع عائلات الزوج أو الزوجة. ومن المطمئن أيضاً معرفة أنهم موجودون دائماً في أوقات الشدة والحاجة، ويظهرون تعاطفهم ودعمهم لنا بشتى الطرق.

يؤكد جميع الآباء والأمهات تقريباً أن الأبوة والأمومة وظيفة شاقة بدوام كامل. ونظراً لذلك، يتوفّر في السوق ما يزيد عن 100 من أفضل الكتب مبيعاً لتوجيه الآباء والأمهات خلال هذه المرحلة الجديدة من حياتهم. فأولياء الأمور مكلّفون بأصعب مهمة على المرء تحمّلها وهي رعاية طفل وتحمّل المسؤولية الكاملة عن سلامته، ولذا فلا عجب في أنهم مهتمون بتلقّي أكبر عدد ممكن من النصائح والحيل، سواء من المختصين أو من المشاهير المفضلين لديهم.

الأطفال قادرون دائماً على مفاجأتنا. في لحظة، يكونون لطفاء ومطيعين، وفي رمشة عين، يدمرون كل ما يقع بين أيديهم. ولا يجد بعض الآباء والأمهات بداً من مشاركة نتائج تصرفات أطفالهم التخريبية مع الناس على صفحات الإنترنت.

لم ندرك غالباً في طفولتنا حجم التضحيات والمجهودات التي بذلها آباؤنا وأمهاتنا لكي نأكل طعاماً جيداً ونشتري الكتب الدراسية ونعيش طفولة سعيدة. لكن كلما نضجنا مع مرور الزمن واستعدنا ذكريات الطفولة، نبدأ في تفهم كل ما فعلوه من أجل تخطي الأيام الصعبة دون أن نشعر بأي معاناة.

قد يكون الطفل مصدراً هائلاً للبهجة والإثارة، لكنه قد يجعلك تشك في نفسك وفي اختياراتك أيضاً. لا أحد يعلمنا كيف نصبح آباء وأمهات، لكننا نتعلم ذلك على النحو الذي يلائم ظروفنا وتوقعات أطفالنا. وعلى جانب آخر، فإن تبني بعض الحلول العملية قد يساعدنا في التكيف مع المواقف المختلفة وعلى اكتساب ثقة أكبر في أثناء تواصلك مع أبنائك.

لن نفهم مقدار حب آبائنا وأمهاتنا لنا إلا بعد إنجاب طفلنا الأول على الأرجح. إذ أن لحظة لقائك الأول مع طفلك، وتعرفك عليه بمرور السنوات، ستملأ قلبك بكل الحب الموجود في العالم. ويبذل بعض الآباء والأمهات قصارى جهدهم للتأكد من جاهزيتك للعالم الخارجي الذي ينتظرك، وضمان معرفتك بأنهم سيقفون إلى جوارك دائماً.

من المذهل أن يكون لديك توأم، فهذا يعني وجود شريك مثالي في المخططات "الشريرة"، وشخص مميز على استعداد دائم لمشاركتك في كل الحيل والخدع. وإذا كنت محظوظاً، ستستمر تلك الرابطة المميزة مع توأمك مدى الحياة.

يولد أغلب الأطفال دون شعر أو أسنان وبنظرة ساخطة على وجوههم. لكن للحياة روح دعابة رائعة، وتجعلنا نشعر أن الأطفال الرضع يتمتعون بالكثير من الحكمة، أو على الأقل يبدون كذلك. يبدو الأطفال الذين ستشاهدون صورهم في تلك القائمة كأنهم على وشك منحنا نصيحة وقول عبارات على غرار: “في الماضي، كانت الحياة مختلفة” بنظرة مليئة بالحنين.

يتطلب إتقان مهمات الأبوة والأمومة الكثير من العمل الجاد. وعندما يتعلق الأمر بتعليم الأطفال وتربيتهم، فإن لكل أب وأم معتقدات وطرق خاصة يريان أنها الأفضل. ولكن القواعد الصارمة ليست كل شيء في الحقيقة، فالأهم هو تربية أطفال سعداء واثقين ومعتمدين على أنفسهم. وفي هذا المجال، لدى بعض المشاهير أسرار ونصائح مميزة، يمكن أن تفيدنا حتى لو بدت غريبة بعض الشيء.