علم النفس

تخضع الكثير من المواقف في حياتنا لآداب السلوك والإتيكيت، ولكن هناك قواعد بسيطة قد يغفل عنها الكثير منا، وقد تسبب أحياناً الإزعاج لمن حولنا. ويمكن ببساطة تجنب حدوث مثل هذه المشاحنات من خلال بعض الكلمات اللطيفة أو الأفعال البسيطة.

على الرغم من الفروق الكبيرة، يبدو أن كل الأشخاص حول العالم يشتركون في شيء واحد. هذا الشيء المفاجئ هو أنه غالباً ما يكون الرجال أكبر من زوجاتهم سناً، في كل مكان في العالم، بحسب دراسة متخصصة. لكن إذا تجاوزنا متوسط الأرقام، سنشاهد كل أنواع الأزواج، بمن فيهم هؤلاء الذين يفصل بينهما فارق سن كبير للغاية.

غالباً ما تضطر الأمهات الجدد إلى مواجهة التحدي المتمثل في إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية في الأماكن العامة، بينما يأملون ألا يدلي أحدهم بأي تعليق حول هذا الموضوع. لسوء الحظ، يجد الكثير من الناس ذلك أمراً شائناً وتشعر الأم أحياناً بالحاجة إلى الاعتذار عن ذلك، لكنه في الواقع ليس شيئاً عليك أن تعتذري عنه، لأنه أمر طبيعي ولا يضر أحد، وتقومين به من أجل طفلك فقط.

لا يكون تجاهل الأشياء، في كثيرٍ من الأحيان، الطريقة المثلى، فمثلاً يمكننا اعتبار المعاملة الصامتة شكلاً من أشكال الإساءة العاطفية، كما قال إيلي ويزل: “عكس الحب ليس الكراهية، بل اللامبالاة”. ومع ذلك، هناك عدد من الأشياء التي نواجهها في الحياة والتي يكون من الأفضل لنا تجاهلها تماماً.

يقول الكثير من الناس إن مقارنة نفسك بالآخرين أمر ضار وغير صحي لك البتة، ولا يحاولون رؤية الأمر من منظورٍ آخر. قد يثير ذلك استغرابك، لكن يمكنك بالمقارنة فعلاً أن تجد شخصيتك المستقلة (ولا تفقدها كما يعتقد)، وأن تعزز احترامك لذاتك. إن كانت مقارنة نفسك بالآخرين مزعجةً لك، فحاول تحويلها إلى عادة إيجابية بدلاً من ذلك. كما يقول البعض: إذا لم تتمكن من التغلب عليهم، انضم إليهم.

إذا كان هناك شخص ما في حياتك يشكو باستمرار وتخنقه المشاكل، ويحتاجك لمساعدته وتهدئته على الدوام لكنه لا يحس بك ولا يُقدّر تضحياتك، فمن المحتمل أن يكون هذا الشخص مستنزِفاً عاطفياً، خاصة إذا لاحظت أنك تشعر بالإرهاق في كل مرة تتحدث معه. هذا الأمر ليس صحياً لك، وتحتاج إلى تغيير بعض القواعد للحفاظ على صحتك النفسية والبدنية.

هناك الكثير من العلامات التي يمكن أن تشير إلى تدني تقدير الشخص لذاته. ناقش علماء النفس الكثير من هذه العلامات بالفعل، ولا زالت موضع دراسة دقيقة. من ناحية أخرى، يمتلك الأشخاص العاديون مفهومهم الخاص لتقدير الذات وللعلامات التي تشير إلى ضرورة إعادة النظر في السلوك.

علينا الاعتراف بأنه لا أحد يعرف كل التفاصيل الصغيرة عند الحصول على وظيفة جديدة. لا يوجد كتاب قواعد شامل يخبرك بما ينبغي فعله وما يجب تجنبه. تأتي هذه الأمور مع الخبرة وبعد ارتكاب بعض الأخطاء أولاً. نعرف جميعاً بعض الأساسيات، كأن تكون مهذباً ومتحضراً، لكننا لا نزال بحاجة إلى معرفة كيف نتصرف عندما يطلب رؤساء العمل منا أموراً لا تطاق.

يعتبر البعض أن العزوبية فترة حياة ترتبط بشعور الوحدة والإحباط، بينما يرى البعض الآخر أنها فرصة لمزيد من القوة والحرية. إذا كنت تنتمي إلى المجموعة الأولى، فقد تغير وجهة نظرك وتدرك أن كونك أعزباً ليس مأساة بكل معنى الكلمة، فسواء كان ذلك عن اختيار أو اضطرار، يمكن أن تكون العزوبية مفيدة لتطور شخصيتك، وقد توفر لك العديد من فرص النضج التي لا يمكننا تجاهلها.

لم يتوصل الفلاسفة والعلماء حتى الآن إلى حل الألغاز الكامنة وراء ما نراه في أحلامنا، لكن بعض الخبراء يدرسون الصور التي نسجل مشاهدتنا لها أثناء نومنا لمحاولة فهم رغباتنا الداخلية وعلاقتها بتجاربنا الواقعية.

نعرف جميعاً أن وجود الأصدقاء في حياتنا أمر بالغ الأهمية لتحقيق سعادتنا الذاتية. إلا أن هناك أبحاثاً حديثة تفيد بأنه لا يجب أن نقلق بشأن عدم الانخراط في الحياة الاجتماعية، لأن قضاء الوقت بمفردنا يجلب لنا الكثير من الفوائد، أكثر مما نتخيل.

على الرغم من أن العلماء يربطون السعادة بالتعبير عن الشكر والامتنان، فإن الامتنان قد يكون سلبياً في بعض الأحيان. فحتى عندما يكون امتنانك لعملك حقيقياً وصادقاً، إلا أنه في كثير من الأحيان يكون في غير محله ويكون نتيجة لإكراهات المجتمع وأعرافه. وهذا الامتنان الإجباري غير المكتسب، يمكن أن يأتي بنتائج عكسية على صحتنا النفسية والجسدية.

حين تتفحص أخبار وسائل التواصل الاجتماعي، ستجد الآتي: عدة صور سيلفي لهذا الشاب ولتلك الفتاة وحتى لكلب الجيران! وبما أن الملايين من صور السيلفي تُنشر طوال الوقت بواسطة آلاف المستخدمين، فنحن نميل لأخذ انطباعات عن شخصياتهم بناء على صورهم. وفقاًً لدراسة من سنغافورة، فإن صورة “السيلفي” توضح الكثير عنك كإنسان.

كثيرة هي مشكلات الحياة التي تمتد جذورها إلى الطفولة. ولكن الحديث عن العلاقات بين الآباء والأطفال لا يأخذ مساحة كافية لاستجلاء حقيقة الأمر. فواجب الامتنان لكل ما فعله الوالدان من أجلنا يغطي على أي مشاعر سلبية. ومع ذلك، فإن التصرفات التي يفعلها بعض الآباء والأمهات أحياناً قد تجعل الأبناء يعانون من القلق والاضطرابات النفسية، حتى وهم بالغون كبار.

يعرّف الطبيب النفسي “فيكتور فرانكل” التفاؤل المأساوي على أنه تقبل الحياة رغم تبعاتها من الخسارة أو الألم أو الندم. وفي حين أن الإيجابية السامة تشدد على ضرورة الحفاظ على عقلية إيجابية، يشجع التفاؤل المأساوي على تجرّع المشاعر السلبية والمريرة التي تلي الصعاب لتدبّر معانيها واستخلاص الأمل والعبر.

يتبنى المجتمع صوراً نمطية ومجموعة أحكام مسبقة عن الحب والمحبين. ونتيجة لذلك، عادة ما يشعر المرء بالضغط للزواج والاستقرار انصياعاً لهذه الصور النمطية وتجنباً للقيل والقال، حتى لو لم يكن راضياً عن علاقته وشريكه، لأن شعوره بالذنب لأنه عازب أكبر. لكن لا تنسوا أن الإنسان قد يكون بمفرده، دون أن يكون وحيداً. الالتزام في علاقة جادة مع نفسك له عديد المزايا.

يمكن للألوان التي تختارينها يومياً أن تفصح عن مكنون شخصيتك للعالم، على سبيل المثال، إذا كنت تحبين ارتداء الملابس الحمراء، فيمكن أن يكون ذلك إشارة إلى كونك شخصية مهيمنة. كما أن هناك المزيد من الألوان التي يمكن أن تؤثر على سلوكك وحالتك المزاجية، وتعطي انطباعات مختلفة عنك للآخرين.

حينما تقابلين رجلاً ذا مظهر متجهم وحزين، تشعرين فوراً بأنه شخص مميز وغامض. ولا عجب في هذا، فالعلم بدوره يؤكد أن النساء ينجذبن إلى الرجال المبتسمين بدرجة أقل. لكن، ألا تعتقدون أن الوقت قد حان لمعرفة السبب وراء هذا السلوك؟

قبل 20 أو 30 عاماً، لم يكن متاحاً لآبائنا وأمهاتنا الاطلاع على كتب تربية الأطفال، ولم تسنح لهم الفرصة لحضور المحاضرات الإلكترونية التي يقدمها علماء النفس بشأن هذه المواضيع. كانت تربية الأطفال بديهية، وفي الكثير من الأحيان، كانت تُبنى على التجربة التي أخذوها من آبائهم وأمهاتهم. لهذا لا عجب أن الكثير من القيم التي ظنّ آباؤنا وأمهاتنا أنها لن تتغير قد تغيرت بالفعل.

تختلف المناهج التي نستخدمها في تربية أبنائنا وبناتنا. وفي بعض الأحيان، تتأثر أساليبنا التربوية بمجموعة من الأفكار النمطية التي نستخدمها دون وعي منا، حيث نتوقع أن يتحلى الأولاد بالإقدام والشجاعة، بينما يُطلب من الفتيات التحلي بالهدوء والآداب المثالية. وهذا التمييز يمكن أن يؤثر سلباً على مستقبل أطفالنا.